الحلقة ( 143 ):الإمام ابن خزيمة (6)

ذكر طريقته في اختصار الأحاديث:

ويتضح من طريقة ابن خزيمة - رحمه الله - في سياقه للأحاديث اختصاره للأحاديث، وبخاصة الأحاديث الطويلة، وهذا يدل على أنه أراد الاختصار في كتابه هذا ولم يرد التطويل، فنجده يقتصر على موضع الشاهد، ثم يقول: "وذكر الحديث"، فلا يتم الحديث.

مثال ذلك:

مثل ما جاء في المجلد الأول ص (79) حينما قال: "ثم أخذ بيمينه - يعني الماء - وصك بها وجهه ... وذكر الحديث".

وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. وأخرج من الحديث هذا المقدار ثم قال بعد ذلك: ثم ذكر الحديث.

وقال بعده: وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد.

ومن منهجه: أنه قد يختصر الحديث من وسطه ، كما فعل في حديث عمران بن حصين في سفره مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث ناموا عن صلاة الفجر، والحديث مشهور، وفي هذا الحديث يقول عمران - رضي الله عنه - : "فما أيقظنا إلا حر الشمس".

قال ابن خزيمة في هذه الأثناء: "فذكر بعض الحديث ثم نادى بالصلاة"، ثم ذكر ابن خزيمة باقي الحديث.

فجميع هذا يدل على أنه أراد الاختصار في كتابه هذا.



بحث عن بحث