1-           التوقف عن الفتوى فيما لا يعلم جوابه – صلى الله عليه وسلم – من المسائل:

فقد جاء في حديث جبريل: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن موعد الساعة قائلا متى الساعة؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل؟)(1).

2-            طرح بعض المسائل على السامعين بغية استثارة قرائحهم، وشحذ أذهانهم.

إذ جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني: ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي – قال عبدالله بن عمر راوي الحديث – ووقع في نفسي: أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة)(2).

3-    تخصيص بعض الناس بمسائل من العلم دون الآخرين، لما يرى فيهم من النبوغ، والتقدم، والفهم مع منعهم من أن يحدثوا العامة بذلك خشية ألا يفهموا فيفتتنوا.

عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ رديفه على الرحل: قال: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله، وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا، قال: (ما من أحد يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا، قال: إذن يتكلوا " وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً)(3).


 

(1)      الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الإيمان: باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلم الساعة 1/19-20، وكتاب التفسير: سورة لقمان 6/144، من حديث أبي هريرة. ومسلم في الصحيح: كتاب الإيمان: باب بيان الإيمان، والإسلام، والإحسان 1/37-40 رقم 1،2، 3، 4، 5، 6، 7، من حديث عمر ابن الخطاب، وأبي هريرة.
(2)      الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا، وباب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم 1/23-24، وكتاب البيوع: باب بيع الجمار وأكله 3/103، وكتاب الأطعمة: باب أكل الجمار، وباب بركة النخل 7/103-104، وكتاب الأدب: باب مالا يستحيا من الحق للتفقه في الدين 8/36 من حديث عبدالله بن عمر. ومسلم في الصحيح: كتاب صفات المنافقين 4/2164-2166 رقم 63، 64 من حديث عبدالله بن عمر.
(3)      الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا 1/44. ومسلم في الصحيح: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد داخل الجنة قطعا 1/61 رقم 53، كلاهما من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.



بحث عن بحث