الشيعة وموقفهم من السنة (4-4)

 

أساليب الشيعة في العبث بالسنة المطهرة :

تعد الشيعة الرافضة من أكثر الفرق كذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم . بل وعلى آل البيت أيضاً .

وفي ذلك يقول الإمام ابن تيمية : [ومن تأمل كتب الجرح والتعديل رأي المعروف عند مصنفيها بالكذب في الشيعة أكثر منه في جميع الطوائف](1).

وسئل الإمام مالك عن الرافضة فقال : "لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون"(2) ويقول شريك بن عبد الله القاضي -وقد كان معروفاً بالتشيع مع الاعتدال فيه-(3) : "احمل عن كل من لقيت إلا الرافضة؛ فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً"(4)  .

وقال حماد بن سلمة : حدثني شيخ لهم - يعني الرافضة - قال : "كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئاً جعلناه حديثا(5) .

وقال الإمام الشافعي : "ما رأيت في أهل الأهواء قوماً أشهد بالزور من الرافضة"(6)

ولقد أخذ هؤلاء المتشيعون أعداء الإسلام يصنعون الأحاديث في أغراض شتي حسب أهوائهم ونحلهم، فمن ذلك أحاديث وضعوها في فضائل الإمام علي -كرم الله وجهه- وآله الكرام كحديث "من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه - وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسي في هيبته، وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي"(7) و"أنا ميزان العلم وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة منا عموده توزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا" (8)إلي غير ذلك من روايات مكذوبة تثبت النبوة لعلي طوراً، والخلافة والوصية بها طوراً آخر علي حسب عقائد الوضاعين وآرائهم (9).

وكما وضعوا الأحاديث في فضل علي وآل البيت، وضعوا الأحاديث في ذم الصحابة؛ وخاصة الشيخين وكبار الصحابة، حتى قال ابن أبي الحديد وهو شيعي معتزلي : "فأما الأمور المستبشعة التي تذكرها الشيعة من إرسال قنفذ إلي بيت فاطمة، وأنه ضربها بالسوط، فصار في عضدها كالدملج، وأن عمر ضغطها بين الباب والجدار، فصاحت : يا ابتاه وجعل في عنق علي حبلاً يقاد به، وفاطمة خلفه تصرخ، وابناه الحسن والحسين يبكيان ... ثم أخذ ابن أبي الحديد في ذكر الكثير من المثالب، ثم قال: فكل ذلك لا أصل له عند أصحابنا، ولا يثبته أحد منهم، ولا رواه أهل الحديث ولا يعرفونه، وإنما هو شئ تنفرد الشيعة بنقله(10) وكذلك وضعوا الأحاديث في ذم معاوية رضي الله عنه إذا رأيتم معاوية علي منبري فاقتلوه(11)   وفي ذم معاوية وعمرو بن العاص-رضي الله عنهما-"اللهم أركسهما في الفتنة ركساً ودعهما في النار دعا(12) "

وهكذا أسرف غلاة الشيعة الرافضة في وضع الأحاديث بما يتفق مع أهوائهم، والتي بلغت من الكثرة حداً مزعجاً . حتى قال الخليلي في الإرشاد : "وضعت الرافضة في فضائل علي وأهل بيته نحو ثلاثمائة ألف حديث"(13) ومع ما في قوله من المبالغة فإنه دليل على كثرة ما وضعوا من الأحاديث .

ويكاد المسلم يقف مذهولاً من هذه الجرأة البالغة علي رسول الله صلى الله عليه وسلم . لولا أن يعلم أن هؤلاء الرافضة أكثرهم من الفرس الذين تستروا بالتشيع لينقضوا عرى الإسلام، أو ممن أسلموا ولم يستطيعوا أن يتخلوا عن كل آثار ديانتهم القديمة، فانتقلوا إلي الإسلام بعقلية وثنية لا يهمها أن تكذب على صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم . لتؤيد حباً ثاوياً في أعماق أفئدتها، وهكذا يصنع الجهال والأطفال حين يحبون وحين يكرهون .

وقد ضارعهم الجهلة من أهل السنة، فقابلوا -مع الأسف- الكذب بكذب مثله وإن كان أقل منه دائرة وأضيق نطاقاً   (14)ومن ذلك حديث "ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على ورقة منها لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين"(15) .

كذلك قابلهم المتعصبون لمعاوية والأمويين، فوضعوا أحاديث مثل قولهم "الأمناء ثلاثة، أنا وجبريل ومعاوية"(16)  و"لا افتقد في الجنة إلا معاوية فيأتي آنفاً بعد وقت طويل، فأقول : من أين يا معاوية، فيقول من عند ربي يناجيني وأناجيه، فيقول : هذا بمانيل من عرضك في الدنيا(17)

وكذلك فعل المؤيدون للعباسيين فوضعوا إزاء حديث وصاية علي المكذوب وصاية العباس ونسبوا إلى النبي قوله : "العباس وصيي ووارثي(18)، إلي غير ذلك من الأكاذيب والتي طفحت بها كتب الموضوعات .

ولولا رجال صدقوا في الإخلاص لله عزَّ وجلَّ، ونصبوا أنفسهم للدفاع عن دينهم، وتفرغوا للذب عن سنة رسول الله وأفنوا أعمارهم في التمييز بين الحديث الثابت وبين الحديث المكذوب، وهم أئمة السنة وأعلام الهدي - لولا هؤلاء لاختلط الأمر علي العلماء والدهماء، ولسقطت الثقة بالأحاديث(19)  نتيجة حركة الوضع التي كثرت في أهل البدع والأهواء والجهلة من أهل السنة، إلا أنه تبدوا خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . من أهل البدع بسبب أهدافهم الخبيثة للنيل من الإسلام وتشويه صورته بما يضعونه من خرافات .

فالجهلة من أهل السنة؛ وإن قابلوا مع الأسف كذب الشيعة بكذب مثله، إلا أنهم لم يحاولوا العبث والكيد للسنة المطهرة كما فعل الشيعة، وهذا لا ينفي عن الوضاعين من الفريقين إثم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وعن مكايد الشيعة للسنة ومحاولاتهم العبث بها يقول العلامة الألوسي

1- إن جماعة من علمائهم اشتغلوا بعلم الحديث أولاً، وسمعوا الأحاديث من ثقات المحدثين من أهل السنة فضلاً عن العوام. ولكن الله سبحانه وتعالي قد تفضل علي أهل السنة، فأقام لهم من يميز بين الطيب والخبيث، وصحيح الحديث وموضوعه، حتى أنهم لم يخف عليهم وضع كلمة واحدة من الحديث الطويل .

2- ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة، فمن وجدوه موافقاً لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتد بروايته؛ كالسدي فهما رجلان؛ أحدهما السدي الكبير،

والثاني السدي الصغير، فالكبير من ثقات أهل السنة، والصغير من الوضاعين الكذابين وهو رافضي غال.

3- ومن مكايدهم أنهم ينسبون بعض الكتب لكبار علماء السنة مشتملة على مطاعن في الصحابة، وبطلان مذهب أهل السنة، وذلك مثل كتاب (سر العالمين) فقد نسبوه إلى الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- وشحنوه بالهذيان، وذكروا في خطبته على لسان ذلك الإمام وصيته بكتمان هذا السر وحفظ هذه الأمانة وما ذكر في هذا الكتاب فهو عقيدتي، وما ذكر في غيره؛ فهو للمداهنة، فقد يلتبس ذلك على بعض القاصرين ... نسأل الله تعالى العصمة من الزلل .

4- ومن مكايدهم أنهم يذكرون أحد علماء المعتزلة، أو الزيدية أو نحو ذلك، ويقولون: إنه من متعصبي أهل السنة، ثم ينقلون عنه ما يدل علي بطلان مذهب أهل السنة، وتأييد مذهب الإمامية الإثنى عشرية ترويجاً لضلالهم؛ كالزمخشري صاحب الكشاف الذي كان معتزلياً تفضيلياً، والأخطب الخوارزمي؛ فإنه زيدي غال، وابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة الذي هو من غلاة الشيعة علي حد قول، ومن المعتزلة علي قول آخر، وهشام الكلبي، وكذلك المسعودي صاحب مروج الذهب، وأبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني وغيرهم، وقصدوا بذلك إلزام أهل السنة بما لهم من الأقوال، مع أن حالهم لا تخفي حتى على الأطفال (20)


(1) ـ المنتقي في منهاج الاعتدال ص 22.

(2) ــ المصدر السابق

(3) ــ قال فيه الحافظ ابن حجر : صدوق، يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً، شديداً علي أهل البدع . مات سنة 177هـ أو 178هـ. له ترجمة في : تقريب التهذيب 1 /417 رقم 2795، والكاشف 1 /485 رقم 2276، والثقات للعجلي ص217،رقم664، والثقات لابن حبان6 /444، ومشاهير علماء الأمصار ص201 رقم1353، والثقات لابن شاهين ص 169 رقم 528

(4)ــ منهاج السنة لابن تيمية 1 /13.

(5)ــ منهاج السنة لابن تيمية 1 /13.

(6)ــ منهاج السنة لابن تيمية 1 /14.

(7)ــ انظر : اللآلئ المصنوعة للسيوطي 1 /325، وتنزيه الشريعة لابن عراق 1 /385، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني ص 367.

(8)ــ انظر : المقاصد الحسنة للسخاوي ص 97، رقم 189، وتنزيه الشريعة 1 /397.

(9)ــ الحديث والمحدثون للدكتور محمد أبو زهو ص 93.

(10)ــ شرح نهج البلاغة 1 /135.

(11) ــ انظر : اللآلئ المصنوعة 1 /388، وتنزيه الشريعة 2 /8، والفوائد المجموعة ص 407.

(12)ــ انظر : الموضوعات لابن الجوزي 2/28، واللآلئ المصنوعة 1 /390، وتنزيه الشريعة 2 /16، والفوائد المجموعة ص407.

(13) ــ الإرشاد في معرفة المحدثين ص 12.

(14) ــ السنة ومكانتها في التشريع ص 80،81 بتصرف .

(15)ــ انظر : اللآلئ المصنوعة 1 /292، وتنزيه الشريعة 1 /350، والفوائد المجموعة ص 342.

(16) ــ انظر : تنزيه الشريعة 2 /4، والفوائد المجموعة ص 404.

(17) ــ انظر:الموضوعات لابن الجوزي2 /23، واللآلئ المصنوعة1 /387، وتنزيه الشريعة 2 /7، الفوائد المجموعة ص 406.

(18) ــ انظر : الموضوعات 2 /31، واللآلئ المصنوعة 1/393، وتنزيه الشريعة 2 /10، والفوائد المجموعة ص 402.

(19) ــ الباعث الحثيث للأستاذ محمد شاكر ص 72

(20)ــ مختصر التحفة الإثني عشرية للعلامة الألوسي ص32،33 بتصرف، وانظر : منهاج السنة لابن تيمية 3 /246.

 

 



بحث عن بحث