شبهة عرض السنة على العقل والرد عليها(3)

 

 

الجواب عن هذه الشبهة :

المحور الأول : الجواب عن هذا الحديث

هذا الحديث الذي استشهد به خصوم السنة المطهرة روي من طرق مختلفة كلها ضعيفة لا يصلح شيء منها، بل ولا بمجموعها للاحتجاج والاستشهاد. وكشف عن ذلك علماء الحديث.

فقال الإمام البيهقي: "قال ابن خزيمة: في صحة هذا الحديث مقال، لم نر في شرق الأرض ولا غربها أحدًا يعرف خبر ابن أبي ذئب من غير رواية يحيي بن آدم، ولا رأيت أحدًا من علماء الحديث يثبت هذا عن أبي هريرة. وهو مختلف على يحيي بن آدم في إسناده ومتنه اختلافًا كثيرًا يوجب الاضطراب، منهم من ينكر أبا هريرة، ومنهم من لا يذكره ويرسل الحديث، ومنهم من يقول في متنه: "إذا رويتم الحديث عنى فاعرضوه على كتاب الله"(1).

وقال البخاري في تاريخه: وقال يحيى بن آدم عن أبى هريرة وهو وهم، ليس فيه أبو هريرة (2).

وفي علل ابن أبي حاتم قال: قال أبي: هذا حديث منكر، الثقات لا يرفعونه(3).

وقال العقيلي في الضعفاء: ليس له إسناد يصح(4).

والحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات(5).

وبالجملة: فالحديث بطرقه وشواهده - كما قرر العلماء -  لايصلح للاحتجاج والاستشهاد.

وقد توسع العلامة المعلمي في نقد الحديث وشواهد في تعليقه على الفوائد المجموعة فأفاد وأجاد (6).

وقال الإمام الشوكاني: "فهذا الحديث بشواهده لم تسكن إليه نفسي، وإني أظن أن ابن الجوزي قد وفق للصواب بذكره في موضوعاته"(7)


(1) مفتاح الجنة ص39.

(2)التاريخ الكبير 3/ 474 .

(3) العلل 2 / 310 .

(4)الضعفاء الكبير 1 / 32 ، 33 رقم 14 .

(5)الموضوعات 1/ 257 ، 258 .

(6)الفوائد المجموعة ، هامش ص 279 وما بعدها .

(7)الفوائد المجموعة ص 281 .



بحث عن بحث