شبهة عرض السنة على القرآن الكريم والرد عليها (8)

الجواب عن الحديث الثالث :

أما الحديث الثالث الذي استشهد به خصوم السنة في ضرورة عرض السنة على القرآن الكريم وقد أوردناه فيما سبق وهو :

سؤال بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم :هل يجب الوضوء من القيء ؟ قال صلى الله عليه وسلم ) لو كان واجبا ،لوجدته في كتاب الله)

أولا : تخريج الحديث .

هذا الحديث رواه صاحب كتاب الانتصار يحيي بن حمزة الحسيني اليمني في كتابه الانتصار(1)، وصاحب كتاب البحر(2)وغيرهما من أئمة الشيعة من حديث ثوبان بلفظه السابق وقد عزاه إليهم الإمام الشوكاني في كتابه نيل الأوطار(3).

وأخرجه الدارقطني في سننه عن ثوبان أيضا قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في غير رمضان ، فأصابه غم أذاه ، فتقيأ ، فقاء ، فدعاني بوضوء فتوضأ ، ثم أفطر ، فقلت ، يا رسول الله أفريضة الوضوء من القيء ؟ قال : لو كان فريضة لوجدته في القرآن ... "

قال الدارقطني : لم يروه عن الأوزاعي غير عتبة بن السكن ، وهو منكر الحديث (4) .

ثانيا : الجواب عن الحديث .

الحديث ضعيف جدا ، وعلى فرض صحته فالجواب عنه معلوم من الحديث السابق ( إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ) ورواية ( لا يمسكن الناس علي بشيء .. ) وقد سبق الكلام في ذلك ، ويأتي مزيد من الإجابة في الحديث التالي ( السنة سنتان : سنة في فريضة .. إلخ )

 أما قول الدكتور توفيق صدقي: "فهذا الحديث صح أو لم يصح فالعقل يشهد له ويوافق عليه، وكان يجب أن يكون مبدأ للمسلمين لايحيدون عنه"(5) فسيأتي الرد على ذلك في (شبهة عرض السنة على العقل).


(1) مخطوط ( 986 ، 991 ، 994 ).

(2) ( 1 / 88 )

(3) ( 2 / 196 ).

(4) سنن الدارقطي ، كتاب الطهارة ، باب في الوضوء من الخارج من البدن كالرعاف والقيء والحجامة ونحوه ( 1 / 151 ).

(5) انظر : مجلة المنار ( 9 / 515 رقم 913 ).



بحث عن بحث