شبهة عرض السنة على القرآن الكريم والرد عليها (6)

 

 

ثانيا : الجواب عن الحديث الثاني .

 

أما الحديث الثاني: (إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ... إلخ)

فأخرجه الشافعي في الأم ، كتاب الصلاة ، باب صلاة المريض ( 1 / 80،81 ) ، وكتاب جماع العلم ، باب الصوم ( 7 / 288 )، والبيهقي في كتاب المدخل إلى السنن والآثار ، كتاب السير ، باب الرجل يموت في أرض العدو قبل الغنيمة ( رقم 17742) من طريق طاووس بن كيسان اليماني رضي الله عنه.

وقال الإمام الشافعي: هذا منقطع، وكذلك صنع صلى الله عليه وسلم . ، وافترض عليه أن يتبع ما أوحي إليه، ونشهد أن قد اتبعه صلى الله عليه وسلم . وما لم يكن فيه وحي فقد فرض الله في الوحي اتباع سنته، فمن قبل عنه فإنما قبل بفرض الله قال تعالى ( وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[ سورة الحشر / 7 ] .

وقال البيهقي : وقوله في الحديث : "في كتابه" إن صحت هذه اللفظة فإنما أراد فيما أوحى إليه، ثم ما أوحى إليه نوعان؛ أحدهما وحي يتلى، والآخر وحي لا يتلى(1).

ويشهد لما قاله البيهقي في أن المراد بكلمة "في كتابه" أعم من القرآن ، ويشمل الوحي بنوعيه، المتلو ، وغير المتلو قوله صلى الله عليه وسلم لوالد الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم : "والذي نفسي بيه لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد ، وعلى ابنك جلد مائة ، وتغريب عام"(2).


(1) مفتاح الجنة ص 42 ،43.

(2) أخرجه البخاري ، كتاب الحدود ، باب الاعتراف بالزنا ( 6827 ، 6828) ومسلم ، كتاب الحدود ، باب من اعترف على نفسه بالزنا ( 1697 ، 1698 ) واللفظ له .



بحث عن بحث