تعريف العقل:

لغةً: العقل في اللغة يطلق على عدة معان: الحجر والمنع، جاء في تاج العروس: (العقل أصل معناه: المنع).

ومنها: الدية، جاء في القاموس: (وعقل القتيل وداه، وعقل عنه: أدى جنايته).

وسمّى العقل بذلك لأنه يمنع الإنسان ويحجزه عن القبائح، قال ابن سيده (قال الأصمعي: العقل: الإمساك عن القبيح، وقصر النفس وحبسها على الحسن).

أما في اصطلاح العلماء، واستخداماتهم للعقل فقد كثر الكلام في ذلك وبخاصة عند علماء أصول الفقه، وعلماء العقيدة، وعند الفلاسفة واختلفوا كثيرًا في التعبير عنه لكنهم يقتربون أحيانًا عند ما يكون الحديث عن المجالات والآثار، والاستخدام.

وإذا أردنا في هذه المقدمة أن نحدد ماهية العقل فيتطلب نقلًا كثيرًا يخرج عن حد المقصود من هذا البحث. ولكن يمكن أن نقترب لتبسيط المسألة بذكر صفاته وسماته الذي تحدد المجالات والآثار وتجتمع فيما يلي:

أنه ملكة يهبها الله سبحانه للإنسان يدرك بها العلم الضروري، وينمي به مجالاته وشعبه بخبراته وممارساته.

وفضله به سبحانه على الحيوان وجعله مجالًا للتمييز بين الأشياء، وبه يصل الإنسان إلى التفكر، والتدبر، والفهم.

ومما بحث من المسائل المتعلقة بالتعريف مكان العقل هل هو في القلب أو الدماغ؟ وهي مسألة جدل طويل، ولعل ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية : هو الأقرب: (والتحقيق أن العقل له تعلق بالدماغ والقلب معًا حيث يكون مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة والقصد في القلب، فالمريد لا يكون مريدًا إلا بعد تصور المراد، والتصور محله الدماغ).

وكذلك مسألة تفاوت العقول، فهل هي تتفاوت أو على قدر واحد كلها؟ فالمعتزلة والفلاسفة ومن نحا نحوهم ذهبوا إلى أن عقل الناس واحد، وأما جمهور أهل السنة فالعقول عندهم تتفاوت، وتقبل الزيادة والنقصان، وهذا مما يدرك بداهة وبخاصة في مجال العلم وإدراكه.

¡¡¡

وبناء على ما سبق: تشعّب الكلام في العقل وبخاصة عند الفلاسفة والمتكلمين، وتعمقوا فيه إلى حد أن يصلوا إلى أنه لا حدود له.

أما في دين الله عز وجل فهو واضح تمام الوضوح وبخاصة من تمعّن في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثمَّ في كلام الأئمة من سلف هذه الأمة. وهو ما نحاول إيجازه في هذه الصفحات، وذلك من خلال ما سبق في مفهومه وحدوده.



بحث عن بحث