معنى المقاصد والنيات:

يستعمل العلماء القصد والنية بمعنى واحد.

قال الخطابي في تعريف النية: (هي قصدك الشيء بقلبك، وتحرى الطلب منك له) .

وقال الزركشي: (حقيقة النية ربط القصد بمقصود معين، والمشهور أنها مطلق القصد إلى الفعل).

وقال الماوردي: (النية قصد الشيء مقترنًا بفعله، فإن قصده وتراخى عنه فهو عزم).

وقال القرافي: (هي قصد الإنسان بقلبه ما يريده بفعله).

وقال البيضاوي: (النية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقًا لغرض، من جلب نفع، أو دفع ضرر، حالًا أو مآلًا، والشرع خصها بالإرادة المتوجهة نحو الفعل ابتغاء لوجه الله، وامتثالًا لحكمه).

ولا ريب أن النية التي صحت بها الأحاديث النبوية –وستأتي- إنما تتمثل في الإرادة الجازمة المصممة المتوجهة نحو الفعل، خيرًا كان أم شرًا، واجبًا أو مستحبًا، أو محظورًا، أو مكروهًا، أو مباحًا، ولهذا تكون أحيانًا نية صالحة محمودة، وأحيانًا نية سيئة مذمومة، حسب المنوي: أي شيء هو؟ وحسب المحرك الباعث: أهو الدنيا أم الآخرة؟ أهو وجه الله أم غيره؟

فليست النية إذن مجرد خاطرة تطرأ على القلب لحظة ثم لا تلبث أن تزول، فلا ثبات لها، يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم به»، وهذا يؤيد ما قاله بعضهم من أن النية ليست مجرد الطلب، بل الجد في الطلب.

أهمية النية في تحقيق الإخلاص :

لا يتحقق الإخلاص في العمل إلا بعنصرين أساسيين:

الأول: استحضار النية فيه، فإنما الأعمال بالنيات، ومن أدى العمل أداءً آليًا بغير نية طيبة، لم يدخل دائرة المخلصين.

والثاني: تجريد النية من الشوائب الذاتية والدنيوية، حتى تخلص لله سبحانه، فإن الله لا يحب العمل المشترك، ولا القلب المشترك، فالعمل المشترك لا يقبله الله تعالى، والقلب المشترك كذلك، جاء في الحديث الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزَّ وجل: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لي عملًا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك».



بحث عن بحث