المقدمة

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

فبين أيدينا حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ذو شأن عظيم في حياة المسلم الدنيوية والأخروية لما فيه من موضوع هام، ألا وهو عمر الإنسان ومنهجية استثماره، ذلك هو حديث «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» إلى آخره.

ولا شك أن هذا الحديث يذكرنا بما يجب أن نكون عليه تجاه أنفسنا وأحوالنا وطرائق حياتنا، فنحاسب أنفسنا على ما مضى من أوقاتنا وأعمارنا، ماذا قدمنا؟ وماذا أخرنا؟ وفي الوقت نفسه كيف نستثمر ما بقي منه؟ وكيف نطيله؟

وفي هذه الكلمات وقفات سريعة لعلها تكون عظة لمتعظ، ودرسًا لمتأمل، وعبرة لمعتبر، فنجِدّ ونحث المسير إلى الدار الآخرة فتكون أعمارنا مليئة بالخير، ونقدّم لله تعالى أعمالًا ترفع درجاتنا وتكفر سيئاتنا وتشفع لنا عنده سبحانه وتعالى، والعاقل الحصيف هو الذي ينظر إلى أيامه وشهوره وأعوامه بهذا المنظار فتكون أعماله القادمة أفضل وأجل وأكثر وأقوى من أعماله السابقة، فهذا نتيجة النظر والتأمل، والمسلم هو كذلك إن شاء الله، وهو الكيس الذي جاء ذكره في هذا الحديث، وهو الذي دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وليس العاجز الذي أتبع نفسه هواها وتمنى على الله التماني.

ومن هنا فقد تناولت الحديث المذكور في وقفات:

الأولى: نص الحديث وتخريجه.

الثانية: المعنى الإجمالي.

الثالثة: أهمية الوقت.

الرابعة: خصائص الوقت.

الخامسة: الزمن ميدان العمل.

السادسة: أهمية المحاسبة للنفس وضرورتها.

السابعة: فوائد محاسبة النفس.

الثامنة: ميادين المحاسبة.

التاسعة: الآثار السلبية لعدم المحاسبة.

العاشرة: الوسائل المعينة على المحاسبة.

الحادية عشرة: معوقات المحاسبة.

الثانية عشرة: كيف يطيل الإنسان عمره.

ثم نستعرض في الخاتمة أهم مستخلصات هذه الرؤية التي انطلقت من هذا الحديث الشريف.

أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعلها من المدخرات في الحياة وبعد الممات ومن الحسنات الجاريات، كما أسأله أن يصلح لنا الأقوال والأعمال والنيات إنه سميع قريب، كما أحسب أنني لن أعدم نصيحة أو ملحوظة هادفة من الإخوة والأخوات، فهذا عنوان التعاون على البر والتقوى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه

أ.د. فـالـح بـن محمد بـن فـالـح الصغيـر

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



بحث عن بحث