أولاً: إصلاح عقيدته:

فيغرس في النفس الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، قال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾.

وفي حديث جبريل عليه السلام المشهور حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره».

والإيمان بالله:

- أن يوحّد العبدُ ربّه بأفعاله سبحانه بأنه المالك الخالق المتصرف الرزاق ذو القوة المتين.

- ويوحّد الله بأفعاله هو أيضًا، فلا يصلي ولا يصوم إلا لله، ولا يدعو ولا يتوسل ولا يستغيث ولا يقوم بأي نوع من العبادة إلا لله سبحانه.

- ويوحّد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فيؤمن بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا يشبهه بخلقه، ولا يعطِّله عن أسمائه وصفاته.

- ويؤمن بملائكة الله الذين خلقهم الله تعالى، يسبّحونه ولا يفترون، ويعبدونه ولا يملّون، منهم من سمّاه الله لنا كجبريل وميكائيل، ومنهم من أجملهم وبيّن وظائفهم.

- ويؤمن بكتب الله المنزلة على رسله، وأن آخرها وناسخها القرآن الكريم الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

- ويؤمن برسل الله الذين أرسلهم الله للناس، يبشرونهم وينذرونهم ويدلّونهم على عبادة الله، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، ورسالته ناسخة لكل الرسالات، ولا نبي بعده.

- ويؤمن باليوم الآخر وما فيه من أحوال وأهوال ابتداء بأشراط الساعة، وموت الإنسان وابتلائه في قبره ثم الحشر والنشر والعرض والحساب والجزاء، وعبور الصراط ودخول الجنة أو النار.

- ويؤمن بالقدر خيره وشره، فيعلم أن كل أمر يحصل في هذا الكون كله ما هو إلا بتقدير الله سبحانه: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ    ﴾، ومنه أن يؤمن بأن الله أعطاه قدرة على تمييز الخير من الشر، وابتلاه بذلك.

وهكذا، فمن أهداف التربية إصلاح هذه العقيدة بالإيمان بها قلبيًا، وعمليًا بإظهار آثارها في واقع الإنسان.



بحث عن بحث