ثالثًا: إصلاح أخلاقه وسلوكه

 فيقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، فيعامل الناس معاملة طيبة، ويخالقهم بخلق حسن، معاملة تقوم على المحبة والمودة والرحمة والعطف والإحسان وحب الخير، مجتنبًا الحسد والحقد والبغضاء وحب الشر، قال عليه الصلاة والسلام: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانًا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «وخالق الناس بخلق حسن».

ويدخل في هذا الباب أيضًا برّ الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار ومساعدة الفقير، وتنفيس الكربات عن المحتاجين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول عليه الصلاة والسلام: «من نفّس عن مسلم كربة نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، ويقول أيضًا: «واتقوا الله ولو بشق تمرة»، وغيرها من أفعال الخير الكثيرة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي أثنى عليه ربه بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾.

رابعًا: بناء الإنسان بصورة إيجابية، بحيث يكون منتجًا ومبدعًا في دنياه، وعابدًا عاملاً لآخرته، فلا يطغى أحد الطرفين على الآخر، وهو المنهج الرباني الذي أخبر عنه الله تعالى في كتابه بقوله: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾.

ووفق هذه الرؤية المتوازنة في الحياة يستطيع الإنسان أن يبدع ويبتكر في المجال المتخصص فيه، فالتربية النبوية:

-    تخرّج الطبيب المبدع في مهنته والمتقن لعمله.

-    وتخرّج المدرّس الأمين على أداء رسالة التدريس إلى طلابه.

-    وتخرّج التاجر الصدوق في بيعه وتعامله مع الناس.

-    وتخرّج المرأة الصالحة التي تساند زوجها وتعينه على العمل الصالح وتربية الأبناء. وهكذا..

وبذلك تتحقق الخيرية التي وصف الله تعالى بها الأمة المسلمة بقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.

¡  ¡  ¡

r   والخلاصة:

1 – أن يتضح للمربّي هذا الهدف الكبير وهو «إصلاح الإنسان»، فيسخر كل جهده وطاقته لهذا الإصلاح، ومن ثم يندرج تحت الهدف العام الأكبر: عبادة الله جل وعلا وعمارة الكون.

2 – إن وضوح هذا الهدف عند المربّي فيسعى إليه في تربيته، وترسيخه عند المتربي يورث آثارًا إيجابية كبرى من أهمها: استثمار هذه الحياة، والعيش فيها بسكينة وطمأنينة، والبعد عن الاضطراب والمتناقضات.



بحث عن بحث