السمة الرابعة: اليسر والسهولة :

إن من أهم سمات المنهج التربوي النبوي اليسر والسهولة في العقيدة وفي الأحكام والواجبات والآداب المبادئ، فلا تعقيد فكري، ولا غلو، ولا إفراط، ولا تشدد، ولا صعوبة عملية، أو تكليف لا يطاق، ولا طلبات مستحيلة، أو أفكار هلامية، أو تعاليم في برج عاجي لا يوصل إليه، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، يسرّوا ولا تعسروا، بشرّوا ولا تنفروا».

والمنهج التربوي جزء لا يتجزأ من هذا الدين، فهو منهج ميسر تمثله عليه الصلاة والسلام في أقواله وأفعاله وسلوكياته ومعاملاته:

1 - ففي تربيته للجانب العبادي، فهو يربي أصحابه على القيام بها في حدود التكليف المطاق، فمن كان صحيحًا معافى يصلي قائمًا – مثلاً – فإن كان لا يستطيع صلّى جالسًا، ومن لم يستطع صلى على جنب.

هنا تقبل النفس على هذه العبادة فلا ترى حرجًا، ومن ثَمّ تسارع لأدائها على الوجه المطلوب، وفي الوقت نفسه ليس فيها ما يدعو إلى صعوبة التطبيق.

وفي تربيته على الصيام – مثلاً – بيّن أنه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ثم واصل هو عليه الصلاة والسلام فأراد الصحابة أن يواصلوا – بمعنى أن يواصلوا صومهم إلى طلوع الفجر أو يومين أو ثلاثة – فنهاهم عن ذلك عليه الصلاة والسلام لأنهم لا يطيقون. وهكذا في جميع جوانب العبادة أمر بفعل ما يطيقه الإنسان.

2 - وفي جوانب المعاملات والتعامل نجد الحث على الخلق الكريم، واللطف في القول، ولين الجانب، وحسن الكلام، حتى يصل إلى شيوع الابتسامة ففيها صدقة.

3 - وفي الجانب الأسري يحثهم على ما يطيقون من الأعمال مع التحمل والصبر وسعة البال وتلبية الحاجات والرغبات، فيحث المرأة على الصلاة في بيتها، ويشجعها على القيام بحقوق زوجها وتربية أبنائها ويجعل ذلك بابًا من أبواب الجنة.

¡  ¡  ¡

فالمنهج النبوي منهج كريم ميسر، يدعو إلى التيسير في جوانب التربية كلها، اقتداء به عليه الصلاة والسلام، فإلى الآباء والمعلمين والموجهين والمسؤولين أن يقتفوا هذا المنهج وينشروه ليروا ثمراته في الدنيا قبل الآخرة.



بحث عن بحث