r   خامسًا: طبيعة العمل في الحياة:

وثمرة ما ذكره في المعالم الأربعة السابقة جاء منهج الإسلام في التوجيه الصحيح وهو الحث على العمل للدنيا والآخرة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يحث على العمل الصالح في الحياة الدنيا، وهو كل عمل يبتغي به الإنسان وجه الله تعالى، سواء من العبادات كالفروض والسنن والصدقات، أو كان عملاً إيجابيًا يستفيد منه الناس في حياتهم ومعاشهم، وفي الحالتين يؤجر الإنسان على هذا العمل الصالح، يقول الله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾، ويقول جل ثناؤه: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾.

والقيام بالعمل الصالح هو من مقتضيات خلافة الإنسان على الأرض التي استخلفه الله تعالى إياها، قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.

فكل ما كلف به الإنسان من ربه داخل ضمن هذا الإطار الذي رسمه الله تعالى للعمل فيه، وهو عمارة الكون وصناعة الحياة على الحق الذي جاء به الإسلام.



بحث عن بحث