r   سادسًا: آثار الربط بين الدنيا والآخرة:

ومن هنا لابد للآباء والمعلمين والدعاة والمتخصصين في التربية وطرق التدريس أن يشيروا إلى هذه الكنوز النبوية ويحددوا هذه المعالم للناس والتي توضح العلاقة الصحيحة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى آثار إيجابية تعود بالنفع على النفس والمجتمع، ومنها:

1 – يتولّد عند الإنسان الإخلاص والصدق مع الله، والذي يؤدي إلى الإتقان في العمل والمهنة في المجالات المختلفة، ومن ثم جودة الإنتاج وزيادته، كما يؤدي بالمقابل إلى الحدّ من المظاهر السلبية كالغش والتلاعب بالسلع والمنتجات، أو في تعامل الإنسان مع الأشياء أو الوظيفة وغيرها.

2 – تتحقق للإنسان السعادة الحقيقية المتمثلة في استقرار النفس وهدوئها، وخلوّها من القلق والاضطراب وغيره، لأن الإنسان ربط أعماله بالله جل وعلا، فسكنتْ نفسه واطمأنت لموعود الله جل وعلا.

3 – تسود الثقة والمصداقية بين الناس، في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والقضائية، لأن الإنسان يحدوه الخوف من الله ورجاء ما عنده.

4 – يظهر في المجتمع التنافس المحمود في مجالات الحياة كلها للوصول إلى الأهداف السامية التي تحقق الخير والمنفعة للأفراد والجماعات.

5 – تخمد نار الحسد والحقد والبغض والكره بين الناس، ويحل محلّها الحب والتعاون والتضامن بينهم من أجل بناء الحياة وعمارة الكون.

6 – كما يساهم هذا الأسلوب التربوي في الحدّ من جرائم القتل والسرقات والمخدرات، والمفاسد الأخلاقية الأخرى.

¡  ¡  ¡

وخلاصة القول، فإن ربط الحياة الدنيا بالآخرة في المجال التربوي، يسهم في بناء شخصية الإنسان القويمة، وكذلك يعمل على تأسيس مجتمع إنساني متعاون ومتكافل في شتى الميادين.

وبناء على ذلك يتوجب على المربي أن يجتهد في إعمال ذهنه، وإشغال تفكيره، ليربط جميع وسائله التربوية للمتربي بين حوافز الدنيا والآخرة لتتحقق الآثار الإيجابية، وتختفي الظواهر السلبية أو تخفّ وطأتها.



بحث عن بحث