r   ثانيًا: أولوية حقوق العباد على حقوق الله:

يقول أهل العلم: إن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة.

وانطلاقًا من هذه القاعدة الشرعية فإن حقوق العباد أولى من حقوق الله تعالى، والدليل على ذلك – مثلاً – أن المسلم لا يحق له الحج وعليه دين، فعليه إيفاء الديون التي في ذمته ثم القيام بأداء نسك الحج، أو إذا استأذن الدائن وسمح له بذلك.

كما يتضح ذلك من تعظيم شأن الدَّيْن الذي هو حق من حقوق العباد، يقول عليه الصلاة والسلام: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين» .

ويقول أيضًا: «إن من أعظم الذنوب بعد الكبائر أن يلقى العبد ربه وعليه دَيْن لم يقضه».

ويقول جابر رضي الله عنه: «توفي رجل منا فغسّلناه وحنطناه وكفَّنّاه، ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: نصلي عليه؟ فخطى خُطًا ثم قال: أعليه دَيْن؟ فقلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حقَّ الغريم، وبَرِئَ منهما الميت؟ قال:نعم، فصلى عليه».

وبناء على ذلك يقدم في الوفاء حقوق العباد عند تعارضها مع حقوق الله تعالى، ولا يعني ذلك إلغاء حق الله جلّ وعلا، بل هو عظيم ولكنه تعامل مع الأولويات.



بحث عن بحث