r   خامسًا: الأولوية في الأعمال اليومية:

لا ينحصر ترتيب الأولويات في الواجبات الشرعية فحسب، بل إنه يتعدى إلى الأمور الدنيوية الاعتيادية التي يقوم بها الإنسان يوميًا، لأن ترتيب الأولويات أصبح من الخطوات الأساسية الأولى من أجل تحقيق الأهداف والنجاحات، والاختلال في هذا الترتيب يعطل العملية الإبداعية أو الوصول إلى الأهداف في وقتها المحدد.

فمثلاً حين يضع الإنسان أمامه ثلاثة أهداف «عبادية، وأسرية، ومالية»، فإنه في هذه الحال ينظر إلى الأهم ويبدأ به وهو العبادة، لأنها مقدمة على الأسرة وعلى المال، ومن ثم يأتي واجبه نحو الأسرة لأنها مقدمة على شأنه المالي، وأخيرًا ينظر إلى الجانب المالي، لأنه أقل أهمية من العبادة ومن الأسرة، وهكذا يكون الترتيب حسب الأولوية من أجل تحقيق الهدف المنشود، ولا يعني هذا التقديم أن يأخذ مرحلة زمنية وإنما يكون بخطوط متوازية تمشي جنبًا إلى جنب.

وهذا الوعي التربوي يحتاجه المربون والمصلحون والمشرفون على المراكز التربوية، وكذلك القائمون على وضع المناهج التعليمية والدراسية، لأن فقه الأولويات يقوّم شخصية الإنسان ويبني كيانه على نمط متوازن من الحركة والعمل في المجالات المختلفة.



بحث عن بحث