r   سابعًا: الأولوية في البر والصلة للوالدين:

إن البرّ والتواصل مع الأرحام من أهم المبادئ والواجبات التي جاء بها الإسلام، ولكن تأتي أولوية البرّ بالوالدين على سائر الأرحام، لقربهما من الإنسان، ولمكانتهما وعظم شأنهما، عند الله وعند العباد، حيث قرن الله تعالى بين التوحيد والإحسان إلى الوالدين في قوله: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا  ﴾ .

لذلك كانت لهما الأولوية في البرّ والإحسان على غيرهما من الأقارب والمحارم.

وتتقدم أولوية البرّ بالأم على الوالد، وفق طبيعة الخِلقة التي أنشأ الله الأم عليها، فهي التي تتحمل تعب الحمل والعناية والرعاية بالأطفال، فضلاً عن الحنان المودع في نفسها نحوهم، يقول الله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ .

وفي الصحيح فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».

ومن أجل ذلك جاءت الوصية بالوالدين كثيرًا في النصوص الشرعية، وحذّرت هذه النصوص من عقوقهما أو الإساءة إليهما، يقول عليه الصلاة والسلام: «رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة».

ولذا، جاء التحذير من برّ الصديق وتقديمه على برّ الوالد، أو برّ الزوجة وتقديمها على برّ الوالدة.



بحث عن بحث