القاعدة الثامنة

إعطاء كل ذي حق حقه

r   مدخـل:

من معالم الهدي النبوي في التربية الإيمانية هو إعطاء كل ذي حق حقه، سواء طفلاً صغيرًا، أو شابًا يافعًا، أو شيخًا مسنًّا، أو امرأة أو عجوزًا، أو صديقًا أو عدوًا، فلم يهمل عليه الصلاة والسلام حق أحد من هذه الأصناف وغيرها، بل إنه صلى الله عليه وسلم تعامل مع الجميع من منطلق واحد وهو هدايتهم وإيصال رسالة الإيمان إليهم، وإن تخلل ذلك بعض الشؤون الدنيوية والرغبات البشرية التي تعترض لكل البشر.

ولذا، فمن الخير أن يتعرف المربي على مختلف الحقوق الواجبة عليه ليؤديها ويربي عليها من تحت يده.

وفيما يلي بعض النماذج لهذه القاعدة المهمة في التربية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم:

r   أولاً: مخاطبة الصغير:

لم يكن اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم للصغار منحصرًا في العطف والحنان فحسب، بل إنه كان يقدّر مرحلة الطفولة وكان يراعيها، ويعطي الصغار مكانتهم بين الناس، في التكلم إليهم والسؤال عنهم ومشاركتهم في كثير مما يخصهم، لأن ذلك يولد مزيدًا من الثقة في نفوس الأطفال، إضافة إلى ما ينتج عن ذلك من حبّ للمربي واحترام له، وتقبل ما يقوله بصورة أسرع.

فقد خاطب عليه الصلاة والسلام بعض الصغار بما يليق بهم ويزيد من قدرهم، لأنهم رجال في المستقبل، يقول صلى الله عليه وسلم لأحد الصغار وهو يأكل الطعام: «يا غلام سمّ الله وكُل بيمينك وكُل مما يليك» حتى يقول هذا الصحابي رضي الله عنه: فما زالت تلك طعمتي بعد.

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه فطيمًا وكان إذا جاء قال: «يا أبا عمير ما فعل النُّغَيْرُ نُغَرٌ كان يلعب به فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيُكنس ويُنضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا».



بحث عن بحث