r   خامسًا: إعطاء الناس حقوقهم:

ومن معالم تربية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة أنه كان يقرّ بالحق لكل واحد منهم، دون تمييز بينهم، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، حكامًا أو محكومين، فقراء أو أغنياء، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ قال: «ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله فأعطاه إياه».

فلم يقفز النبي صلى الله عليه وسلم حق الصغير الذي على يمينه، بل استأذن منه وبدأ به لأنه كان جالسًا على يمينه، ولم ينهره النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله هذا الصغير حقه.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا».

¡  ¡  ¡

وأما ترجمة هذه القاعدة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم فلعل أجلى موقف لذلك ما يصوّره عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، وكان أبولبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: وكانت عقبة - دور - رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال : ما أنتما بأقوى مني ، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما».

وكان الحال نفسه في تعامله مع أهل بيته، فكان يعطي كل واحدة منهن حقها، ولم يقفز على حق إحداهن على حساب أخرى، تقول أم المؤمنين عائشة ك: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها».

¡  ¡  ¡

والخلاصة:

أن من الحصافة للمربي والداعية أن يترجم هذه الحقوق عمليًا في واقع تربيته لمن تحت يده ومسؤوليته من الأبناء والبنات، والطلاب والطالبات، بل من أقاربه، وجيرانه، وغيرهم.

ولهذه القاعدة آثار عظيمة من أهمها:

- القيام بالمسؤوليات المناطة بالمربي.

- تصفية القلوب من الشوائب، كالحقد والحسد والظن السيئ.

- إحلال الإخلاص والصدق وحب الخير والتماس الأعذار.

- ما يصحب ذلك من الأجر العظيم والثواب الجزيل.



بحث عن بحث