3 ـــ النفقة:

إن القارئ لسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأحاديثه، يجد إقرار هذا المبدأ واضحًا في أقواله وأفعاله، ويحث الصحابة على ذلك، لأن البيت هو اللبنة الأساسية للمجتمع ومنه ينطلق الحق أو ينطلق الباطل، فلا بد من تأسيسه على أسس متينة وقوية، وذلك بالنفقة عليه قدر المستطاع، وبما ينعمه الله تعالى على الرجل من آلائه، فيجد الأهل أثر ذلك النعماء في الإنفاق عليهم دون إسراف أو تبذير، يقول عليه الصلاة والسلام: «أفضل دينار: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله» .

وكانت وصاياه للصحابة الكرام لا تخلو من حثهم على هذا المبدأ المهم في الحياة، ويتطرق إلى بعض الأمور التي يراها البعض صغيرة وغير مألوفة، ولا يلتفتون إليها، كوضع الطعام في فم الزوجة، والذي فيها الأجر والمثوبة، جاء ذلك في وصيته لأحد الصحابة: «وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت، حتى اللقمة ترفعها إلى فيّ امرأتك».

وهذا تكريم للمرأة وتعظيم لشأنها، من الرسول عليه الصلاة والسلام، وتعويض لها عما عانته من الحرمان والظلم قبل مجيء هذا الرسول الذي قال عنه ربه عز وجل: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.



بحث عن بحث