6 ـــ الرفق:

كان عليه الصلاة والسلام يمارس الرفق مع نسائه، لا سيما في اللحظات الحرجة التي يتوقع الإنسان أثناءها غير ذلك، فعلى سبيل المثال ما يرويه أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحْفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصِّحْفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: «غارت أمكم».

وقد يمارس عليه الصلاة والسلام الرفق مع بعض نسائه برؤية دعوية أحيانًا، بحيث يكون هذا الخُلق جبّلة فيها ومنطلقًا لها لنجاح مسيرة الدعوة، ويشهد على ذلك الموقف الذي ترويه عائشة ك وما حدث فيه من تحقيق عملي لمبدأ الرفق، تقول رضي الله عنه: استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة بل عليكم السّام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة! إن الله عز وجل يحبّ الرفق في الأمر كله» قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «قد قلتُ: وعليكم». وفي رواية أخرى قال عليه الصلاة والسلام: «مه، يا عائشة! فإن الله لا يحبّ الفُحش والتفحُّش».

حيث يعلّم عليه الصلاة والسلام عائشة ك، أن الله تعالى يحب الرفق في كل شيء وكذلك فإنه جلّ ثناؤه لا يحب القول الفاحش وإن كان ردّ فعل بما بدأ به الآخر، بل الأفضل في مثل هذا الموقف أن يملك المؤمن نفسه، وينطق بأحسن الحديث وأجمل الكلمات، حتى يشعر الخصم بعظم الإسلام وتعاليمه، ويحس بخطئه وسوء سلوكه، وربما يكون ذلك مدخلاً له إلى الهداية والإسلام.

فهذا الرفق في السلوك من الرسول صلى الله عليه وسلم مع نسائه في المواقف المختلفة، دليل على مدى اهتمامه عليه الصلاة والسلام بالمرأة ورعايته لها، والمكانة الرفيعة التي تمتعت بها المرأة في ظل الهدي النبوي والسنة المطهرة.



بحث عن بحث