2 – الجانب التعليمي:

وتُعدّ المؤسسات التعليمية ميادين مهمة للتحلي بخُلق الرفق والابتعاد عن الغضب وأسبابه، كالجامعات والمدارس والمساجد ودور تحفيظ القرآن وغيرها، لأن قدرات الطلاب تختلف من طالب إلى آخر، وكذلك نمط التربية لكل منهم يتباين عن الآخر، فبعضهم يحتاج إلى مزيد من الجهد والصبر لوصول المعلومة إليه، وبعضهم الآخر يحتاج وقت طويل لتقويم سلوكه وأخلاقه وهكذا، وهذه الأحوال تتطلب المصابرة وتمالك النفس وعدم الخروج عن إطار الحكمة، مثلما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في الصحيح، أن أعرابيًا جاء إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: «علّمني كلامًا أقوله». قال: «قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم». قال: «فهؤلاء لربي، فمالي»؟. قال: «قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني».

فلم ينفعل النبي عليه الصلاة والسلام من سؤال الإعرابي حين قال: «فهؤلاء لربي فما لي»، بل صبر عليه وعلّمه برفق وهدوء، والحوادث التعليمية أكثر من أن تحصر، كلها يتجلى فيها الرفق واللين، وبهذا يعطى رسالة عظيمة للمعلمين والمؤسسات التعليمية ذكورًا وإناثًا بأن يكون الأصل عندهم في التعامل هو الرفق واللين، وتجنب سوء الظن والعنف، حتى تحقق العملية التعليمية والتربوية أهدافها المرجوة منها.



بحث عن بحث