القاعدة الثانية عشرة

التيسير

r   مدخـل:

ومن أهم القواعد التربوية التي كان ينتهجها النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة هي مبدأ التيسير على الناس في التكاليف الشرعية، وهو مبدأ عظيم فيه الرحمة والشفقة مقارنة لما كان عليه حال القرون الأولى قبل الإسلام، يقول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

فقد بيّن الله تعالى هذا المبدأ في مواطن كثيرة في كتابه المبين، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾، وقوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾، وقوله جل وعلا: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا  ﴾.

وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام مثالاً عمليًا لهذا المبدأ العظيم، حتى إنه عليه الصلاة لم يخيّر بين أمرين إلا اختار أيسرها كما تقول أم المؤمنين عائشة ك.

وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحملهِِ      فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ

وقد ربّى عليه الصلاة والسلام الصحابة رضوان الله عليهم على هذا النمط الرفيع من التربية من خلال مجموعة من الأحداث والمواقف، سواء في العبادات أو في المعاملات أو في التعامل اليومي مع الأهل في البيت ومع المجتمع خارج البيت.

وفيما يلي بعض مظاهر التيسير التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة والأمة من بعدهم:



بحث عن بحث