القاعدة الثالثة عشرة

مخاطبة الفطرة

r   مدخـل:

إن المنهج الإسلامي في تصوره العام يخاطب الإنسان من خلال تطلعاته ورغباته، فيحرم عليه ما يسيء إلى هذه الرغبات ويحلل ما يحققها ضمن الضوابط المرسومة لها، يقول الله تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ .

فجاءت التربية النبوية للصحابة ن والأجيال من بعدهم مراعية لهذا الجانب المهم، ومن أهم الصور التي يتجلى فيها حق الفطرة عند التخاطب ما يلي:

r   أولاً: عدم التكليف بما لا تطيقه النفس:

لأن النفس الإنسانية عندها قدرات محدودة في التعامل مع الأشياء، سواء الذهنية أو البدنية، وتختلف هذه القدرات والطاقات من إنسان لآخر، ولكنها جميعها في النهاية تقف عند حدود معينة، لذا كان التكليف والتخاطب لهذه النفس بالأمر والنهي ضمن تلك الحدود، يقول الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ ، ويقول جل ثناؤه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.

ويقول عليه الصلاة والسلام: «مهْ عليكم بما تطيقون فوالله لا يَمَلُّ الله حتى تَملو». 



بحث عن بحث