القاعدة الحادية عشرة:

الـمرونة

مفهوم المرونة:

المرونة هي: التعامل مع الأشياء بهدوء، ودراسة الحلول المختلفة، وأخذ المناسب منها لحل أي مشكلة أو إزالة أية عقبة، فربما يحتاج الأمر في رحلة النجاح أن يطرأ تغيير على بعض معالم الخطة والبرنامج المعدّ لهذه الرحلة، حسب المستجدات والظروف الطارئة، مما يستدعي الأخذ بالمرونة في التصرف.

وكثيرًا ما يكون قبول التغيير في الخطة يسهّل عملية النجاح ويختصر الطريق والوقت على صاحبها، خاصة في هذا العصر الذي تقدمت فيه التقنيات، حيث أصبح الحصول على أية معلومة، أو أي إبداع جديد بسهولة وفي وقت قياسي، وخاصة الانترنت الذي يجمع بين وسائل الاتصال وبين أدوات البحث السريعة، وهذا التطور الكبير في هذا المجال يسمح لإمكانية التغيير والتبديل نحو الأفضل في رحلة النجاح.

مثال المرونة :

انتهج النبي صلى الله عليه وسلم هذا النهج في دعوته إلى الله، فحين توجه إلى الطائف أملًا منه عليه الصلاة والسلام أن يجد من أهلها النصرة والتأييد، والوقوف معه في دعوته إلى الله، إلا أن الأمر كان على خلاف ما توقع، فلم يجد منهم وليًا ولا نصيرًا، فغيّر عليه الصلاة والسلام وجهته إلى مكان آخر، وأمر الصحابة بالتوجه إلى المدينة المنورة التي كانت أكثر أمنًا لهم، وأخصب أرضًا لنشر الإسلام وقبوله، وخاصة أن بعض أفرادها قد دخلوا الإسلام من قبل، وأحدث هذا التحوّل النجاح والتوفيق في المسيرة الدعوية، فقد تأسست دولة الإسلام في المدينة المنورة، وأصبحت قاعدة صلبة للإسلام والمسلمين، ومنطلقًا للفتوحات الإسلامية بعد ذلك.

من عوامل تحقيق المرونة :

ثمة عوامل كثيرة لتحقيق المرونة، من أهمها:

1 ـ تربية الذهن على الحوار الهادئ.

2 ـ عدم استشعار (الأنا) وتعميقها في النفس.

3 ـ دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في مواقفه كلها.

4 ـ الاستخارة في أي أمر يقبل عليه الإنسان.

5 ـ الاستشارة لأهل الخبرة.

6 ـ دراسة عوامل توقف المشروع المنشود.

ضد المرونة :

هو الاعتداد بالرأي، والإصرار عليه، وإن كان غير مبرر، ولا مقنع؛ فيظن صاحبه ذلك من قوة الشخصية، ودافع للإنتاج، وهذا خلط بين أمرين: بين الثبات والاستقرار، وبين الإصرار على الرأي، وإن كان مجانبًا للصواب؛ فالثبات مطلوب، والإصرار على الرأي المرجوح مذموم، وبينهما فرق، فالثبات يعني وضوح الرؤية، والعمل على ما ظاهره الصواب، أما الإصرار على الرأي فيعني عدم وضوح الرؤية، وبالتالي الصواب والخطأ سيان، وهو أمر مذموم.

لذا؛ كان لابد من المرونة في التعامل مع جميع الأشياء والمستجدات لتسلم النتائج وتتحقق النجاحات.



بحث عن بحث