القاعدة الثانية عشرة: تعويد النفس على الاستمتاع بالعمل

وهو ما يسمى في علم الإدارة: بالتكيّف الوظيفي، وهو الانسجام مع طبيعة العمل وبيئته من حيث المكان والموظفين والوسائل المستخدمة وغيرها، من أجل تطوير العمل وزيادة الإنتاج وجودته.

ومن أجل أن يتكيف الإنسان وظيفيًا ويستمتع بالعمل، فعليه أن يقوم ببعض الخطوات التي تعينه على ذلك، ومن أهمها:

1 ـ الإيمان بأن ما يقوم به من عمل وإنتاج هو جزء من العبودية لله تعالى، ويترتب عليه الأجر والثواب، قال الله تعالى: âوَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ á .

2 ـ الاطمئنان التام بالنتيجة المرتبة على العمل، ما دام متوكلًا على الله، وآخذًا بالأسباب المتاحة والمشروعة، امتثالًا لقول الله تعالى: âوَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ á .

3 ـ تدريب النفس على الاستمتاع بالعمل والتأقلم مع أجوائه وظروفه، من حيث الإخلاص فيه، والتعامل الحسن مع الموظفين والعاملين معه.

4 ـ الصبر والحلم على ما يعترض العمل ـــ أحيانًا ـــ من صعوبات ومعاناة، كالصبر على التعامل القاسي، والمحاسبة الدقيقة من قبل بعض المسؤولين، أو ضعف الراتب وقلة الحوافز، أو بُعد مكان العمل، وغير ذلك مما يعاني منه كثير من العاملين في القطاعات المختلفة، فالصبر على هذه الحال، والمثابرة في العمل والإخلاص فيه ضرورة يؤتى أكلها في المستقبل، فمعظم الناجحين والمبدعين مرّوا بالظروف القاسية وتجاوزوها بثباتهم وتأقلمهم النفسي معها.

5 ـ ضرورة التخلص من الرواسب النفسية التي اكتسبها من نمط التربية في البيت أو البيئة التي عاش فيها، لأن كثيرًا من الذين لا يتأقلمون مع أعمالهم فيهم عيوب قديمة قبل التحاقهم بالعمل، كالانطوائية عن المجتمع، أو الاستعلاء على الناس أو عدم قبول التوجيهات من أحد، وغيرها، وهذا الصنف يحتاج في هذه الحالة إلى علاج نفسي واختلاط مع الناس ومتابعة من قبل المسؤول والمشرف على العمل لتقويمه وتحويله إلى عنصر فاعل وناجح.

6 ـ التوفيق بين مسؤوليات البيت والأسرة وبين الأعمال الموكلة إليه في مكان العمل، بحيث لا يتعدى جانب على آخر، ولا يُهمل طرف من أجل الطرف الآخر، لأن بعض الناس لا يتكيّفون مع العمل نتيجة الضغوطات الأسرية والاجتماعية، وبعضهم عكس ذلك، لا يتكيّفون مع أسرهم وأبنائهم نتيجة الأعمال المتراكمة والمسؤوليات الكثيرة عليهم في العمل، والعلاج لهذه المشكلة يكمن في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه».

فإذا تحقق التكيّف الوظيفي تحققت معه عدة أهداف:

1 ـ تحقيق الأجر والثواب على الصبر والإخلاص في العمل.

2 ـ زيادة الإنتاج والجودة في النوعية.

3 ـ تحقيق الطمأنينة والسكينة في نفس العامل أو الموظف.

بناء الشخصية القويمة القادرة على مواجهة التحديات والمصاعب المختلفة.

5 ـ الوصول إلى الأهداف الكبيرة وتحقيق النجاحات في المستقبل.

*   *   *

وأخيرًا فمن عمل بهذه القواعد كان:

1 ـ إداريًا منتجًا، وهذا يعني أن الإنتاج عنصر مهم في التقويم، ابتداء وانتهاء.

2 ـ إداريًا مفكرًا، وبناء عليه فلا بد من مواصلة التفكير والبحث في الأفضل.

3 ـ إداريًا محركًا لنفسه وللآخرين، ومن ثم مؤثرًا في جميع مناحي الحياة.

4 ـ إداريًا ناجحًا يصل إلى أهدافه المرجوة، فيسعد في ديناه وآخرته.



بحث عن بحث