قول الزور:

قال ابن دريد: الزور: عظام الصدر، والجمع أزوار؛ رجل أزور وامرأة زوراء والجمع زور، إذا كان في صدرها اعوجاج. وتزاور الرجل عن الشيء وازورّ، إذا مال عنه وكرهه. وزوّر فلان الكتاب والكلام تزويرا، إذا قواه وشدده؛ وبه سمي الكلام الزور؛ لأنه يزور، أي يسوى ثم يتكلم به؛ وكذلك شهادة الزور لأنه يقويها ويشددها.

قال العسكري:الفرق بين الزور والكذب والبهتان: أن الزور هو الكذب الذي قد سوي وحسن في الظاهر ليحسب أنه صدق، وهو من قولك زوّرت الشيء إذا سويته وحسنته، وفي كلام عمر: زورت يوم السقيفة كلامًا، ... وأما البهتان فهو مواجهة الإنسان بما لم يحبه وقد بهته.

قال الله تعالى: âوَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِá [الحج:30]. وقال تعالى: âوَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا á [الفرقان : 72].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا» قالوا بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس»، وكان متكئا فقال: «ألا وقول الزور»، قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت.

فلعظم شهادة الزور، وخطرها قرنها النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك، وعقوق الوالدين، فإن شهادة الزور سبب للظلم، والجور، وضياع حقوق الناس في الأموال والأعراض، وظهورها دليل على ضعف الإيمان، وعدم الخوف من الرحمن، فهذا شأنها، وعظيم خطرها على المسلم، وهي للصائم، آكد، وأشد، وقد سبق من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع شرابه وطعامه..».



بحث عن بحث