1-    كتاب الموطأ:

تأليف الإمام مالك بن أنس اليحصبي، إمام دار الهجرة المتوفى سنة (179هـ).

ألف كتابه الموطأ بطلب من الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، حيث طلب منه أن يجمع ما ثبت لديه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويدونه في كتاب ويوطئه للناس.

فاجتهد الإمام مالك رحمه الله  في جمع ما لديه من الحديث حتى قال: «عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ».

ومن اجتهاده رحمه الله  أنه قضى أكثر من أربعين سنة في تأليفه وجمعه، ينتقي الأحاديث ويهذبها وينقحها.

ومن منهجه فيه، أنه يذكر المرفوع من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ما ورد من آثار الصحابة والتابعين في كل باب، وأحيانًا يذكر ما عليه العمل، أو ما عليه الإجماع، ونحو ذلك.

ومن اجتهاده أن أغلب ما في الموطأ من الحديث صحيح، أما عدد أحاديثه فقد اختلف فيه أهل العلم، وهذا راجع إلى أن الموطأ روي بروايات متعددة، إن كانت كلها متقاربة، يقول ابن حزم رحمه الله : «أحصيت ما في الموطأ لمالك، وما في حديث سفيان بن عيينة فوجدت في كل منهما من المسند خمسمائة حديث ونيفًا، وثلاثمائة مرسلًا ونيفًا، وفيه نيف وسبعون حديثًا، فقد ترك مالك نفسه العمل بها، وفيها أحاديث ضعيفة وهّاها جمهور العلماء».

وقد طبع الكتاب عدة طبعات، وهو متداول بين أهل العلم وطلبته، شرح عدة شروحات من أبرزها شرح الإمام أبي عمرو يوسف بن عبد البر الأندلسي رحمه الله  في كتابه العظيم الذي سماه: «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد».

أما الإمام مالك: فهو إمام دار الهجرة العالم الرباني أبو عبد الله مالك بن أنس اليحصبي، سيد فقهاء الحجاز، ولد سنة 95هـ بالمدينة المنورة، ونشأ بها، وأدرك أفاضل التابعين، وأخذ عنهم العلم والحديث، وهو أول من جمع السنة النبوية، واشتهر أمره، وصار يرحل إليه، وضرب به المثل، حتى قيل: «لا يفتى ومالك في المدينة».

وابتلي في زمانه من قبل بعض الوشاة الذين سعوا في أمره لدى الخليفة المنصور، ثم لما عرفه استسمحه لما قابله في الحج، وكان رحمه الله  يتمتع بخلق رفيع وتواضع جم، وبذل وقته للعمل والتعليم، والإفتاء والرواية، حتى توفاه الله تعالى بالمدينة المنورة سنة 179هــ، فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.



بحث عن بحث