الموضوع الثاني:
لزوم السنة والتحذير من البدع
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد».
© أهمية الحديث:
قال النووي رحمه الله : «هذا الحديث ينبغي حفظه وإشهاده في إبطال المنكرات».
© توجيهات الحديث:
1- يفيد الحديث أن دين الله كامل غير قابل للزيادة أو النقصان، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. فالواجب على المسلم أن يعمل بما جاء من الله عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم غير زائد على ذلك أو ناقص منه.
2- إن من زاد في دين الله تعالى ما ليس منه فهو غير مقبول عند الله تعالى ومردود على صاحبه، فمن تعبد الله تعالى بصلاة – مثلًا – لم يشرعها الله سبحانه فهي غير مقبولة، ويأثم صاحبها، ويسمى مبتدعًا.
3- على المسلم أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله وسلوكه وتصرفاته.
4- إن الأصل في العبادات أن تكون توقيفية، بمعنى أن التشريع موقوف على محمد صلى الله عليه وسلم ، مع التسليم بذلك، واعتقاد الخيرية المطلقة في الدنيا والآخرة بهذا العمل، قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].
5- العبادة لا تكون مقبولة إلا بشرطين:
الأول: إخلاصها لله سبحانه وتعالى، كما سبق بيانه في الحديث الأول «إنما الأعمال بالنيات».
الثاني: أن تكون على وفق ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في هذا الحديث.
6- إن من خرج عن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فقد دخل في منهج الابتداع والإحداث في الدين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ أَصْدَقَ الحديثِ كِتَاب الله، وأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةِ بْدِعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ».
7- من الآثار السيئة للبدعة:
أ – اتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخفى شيئًا عن الناس لم يبلغهم إياه.
ب- إن من سار على منهج الابتداع استمرأ هذا المنهج وصار يزيد في دين الله تعالى ما لم يأذن به الله.
ج- إن المبتدع يبذل جهودًا كبيرة في العمل ببدعته، وهذا كله يذهب هباءً منثورا، بل يكون إثمًا ووزرًا.