الموضوع التاسع:

من آداب اللباس

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «لا يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثْقالُ ذرَّةٍ من كِبْرٍ قال رجلٌ إن الرَّجُلَ يحبُّ أنْ يكونَ ثوبُهُ حسنًا وَنعلُهُ حسنةً قَالَ إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحبُّ الجمالَ. الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ النَّاسِ».

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم  عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «كُلُوا واشْرَبُوا وتصدَّقُوا والْبَسُوا ما لمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ».

©  أهمية الحديثين:

هذانِ الحديثانِ يفصلانِ بعض أحكام اللباس، وهو مظهر الإنسان، والإسلام كما أراد لأتباعه حسن المخبر ونظافته وسلامته من الآفات فكذلك أراد أن يكون مظهرهم حسنًا ذا مواصفات معينة.

©  توجيهات الحديثين:

1-   دل الحديثان على أهمية التواضع، وهو خلق يجب أن يتحلى به كل مؤمن ومؤمنة، والتواضع يكون في أخلاق الإنسان وسلوكه، ويكون في مظهره ولباسه.

ولا يعني هذا أن يهمل الإنسان لباسه، ويبتعد عن الزينة الشرعية، فهذا مفهوم خاطئ صححه النبي صلى الله عليه وسلم  عندما التبس الأمر على السائل القائل: «إنَّ الرَّجُلَ يحبُّ أنْ يكونَ ثوبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ إنَّ الله جميلٌ يُحبُّ الجمالَ. الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ النَّاسِ».

وبطر الحق: إنكاره ترفعًا وتجبرًا.

وغمط الناس: استحقارهم.

2-   ويؤيد ما ذكر قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]. وكذلك قوله سبحانه: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 32].

3-   دل الحديثان أن للإنسان أن يلبس ما شاء من الثياب، وأن يتزين بما شاء ما لم يخالف نصًّا شرعيًّا.

وعلى هذا فالأصل في اللباس والزينة: الإباحة، ولا يحرم شيء منها إلا بنص شرعي.

4-   ومما يدل عليه الحديثان أن من المحظور الشرعي في اللباس ما يلي: ما فيه إسراف كأن يكون ثمنه باهضًا.

ما يدل على الكبر والتعالي والتفاخر كالثوب النازل عن الكعبين بالنسبة للرجال، وما يدعو إلى الشهرة والتميز عن الآخرين.

5-   من اللباس ما هو واجب، وهو الذي تستر به العورة، وعورة الرجل ما بين السرة والركبة، وعورة المرأة تختلف.

ففي الصلاة هي كلها عورة إلا وجهها وكفيها، وإن كانت بحضرة رجال أجانب عنها فتستر حتى وجهها وكفيها.

وعورتها بالنسبة للرجال الأجانب عنها: كلها عورة.

وعورتها عند محارمها من الرجال: جميع جسمها ما عدا ما يظهر منها غالبًا كالوجه والرأس والرقبة والكفين والقدمين.

6-   من اللباس الخاص بالمرأة وهو واجب عليها حجابها الشرعي الذي فيه صيانة عرضها وحفظ حيائها وبه استقامة دينها.

ولحجاب المرأة الشرعي شروط منها:

أ – أن يكون ساترًا لها على ما سبق بيانه في حد عورتها.

ب – أن لا يكون زينة في نفسه يلفت نظر الناس إليها.

ج- أن يكون صفيقًا غير شفاف يصف البشرة.

د- أن يكون واسعًا غير ضيق يبين أعضاء المرأة.

هـ - أن يكون خاليًا من التشبه بالكافرات.

و- أن لا يكون فيه تشبه بالرجال.

7-  من آداب اللباس ما يلي:

أ – يستحب للمسلم أن يتزين لصلاته لقوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

ب – يستحب لبس الأبيض من الثياب للذكور لقوله عليه الصلاة والسلام: «البَسُوا مِنْ ثِيَابكم الْبياضَ فَإِنَّها مِنْ خَيْرِِ ثيابكمْ وكفِّنُوا فيها موتَاكُمْ».

ج- يستحب أن يتجمل المسلم للمناسبات الشرعية كالجمعة والعيدين وحضور دروس العلم وزيارته للمسلمين كما دلَّ عليه حديث ابن مسعود.

د- الحذر تمام الحذر من التشبه بالكفار في لباسهم أو شكلهم الخارجي، فالمسلم يجب أن يكون معتزًا بدينه.



بحث عن بحث