الموضوع العاشر:

من آداب النوم

عن البراء بن عازب رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أتيتَ مضْجَعَكَ فتوضَّأْ وضوءك للصلاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِّكَ الأيمن ثُمَّ قُلْ اللهم أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ إليك وفوَّضْتُ أَمْرِي إليك وأَلْجَأْتُ ظهرِي إليك رَغْبَةً ورَهْبَةً إلِيكَ لا مَلْجَأَ ولا منْجا مِنْك إلا إليك اللهُمَّ آمنْتُ بكتابكَ الذي أنزلتَ ونبيِّكَ الذي أرْسَلْتَ فإنْ مُتَّ من ليلتك فأنْتَ على الفطرَةِ واجْعَلْهُنَّ آخر ما تتكلَّمُ به قال فردَّدْتُها على النبي صلى الله عليه وسلم  فَلَمَّا بَلَغْتُ اللهم آمَنْتُ بكتابِكَ الذي أنْزَلْتَ قُلْتُ ورسولِكَ قال لا ونبيِّك الذي أرسَلْتَ».

©  أهمية الحديث:

من الأمور التي لا غنى للإنسان عنها في هذه الحياة، التي لا تستقيم بدونها حياة المرء، ولا يهنأ فيها إلا به: النوم، ولذا أراد الشارع أن يكون نوم المسلم هنيئًا، فدله وأرشده إلى ما يساعده على ذلك، وحينئذٍ يكون نعمة من نعم الله تعالى على العبد.

©  توجيهات الحديث:

1-   ينبغي أن ينوي الإنسان بنومه الراحة والتقوي به على طاعة الله تعالى والاستعانة على قضاء حاجاته الأساسية، وأن يريح بدنه وعقله ليكون أقوى له بهذه الأمور، وحينئذٍ يؤجر على نيته هذه ويستفيد من نومه.

2-   دلَّ الحديث على أنه يستحب للمسلم أن يأتي بالآداب الشرعية عند النوم، ومنها الوضوء.

ومن الآداب أيضًا:

أ – أن يضطجع على شقه الأيمن كما دلَّ عليه الحديث.

ب – أن يقرأ ما يتيسر من الأذكار الشرعية، فإنها حافظة له من الشيطان، ومن الأذكار:

قراءة آية الكرسي، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وقول: «اللهُمَّ باسمِكَ أموتُ وأَحْيَا»، وكذا: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نفسي إليكَ وفوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وأَلْجَأتُ ظَهْرِي إليك رَهْبَةً ورَغْبَةً إِلَيْكَ لا مَلْجَأَ ولا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ آمنتُ بكتابِكَ الذِي أنْزَلْتَ وبنبيِّكَ الذي أرسَلْتَ».

وكل ذلك ورد بأحاديث في الصحيحين وغيرهما.

ب- إذا استيقظ في أثناء نومه فليذكر الله تعالى.

ج- وإذا رأى في منامه ما يكره، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم  إلى فعل ما يلي:

  • أن ينفث عن يساره ثلاثًا.
  • أن يستعيذ بالله من الشيطان.
  • أن لا يخبر بها أحدًا.
  • أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه.
  • أن يقوم يصلي فإنها لا تضره بإذن الله.

3-   يستحب أن ينام مبكرًا ويحذر من السهر ليستفيد من يومه وليلته، ويأخذ جسمه الراحة الكافية، وفيه عون له على القيام لصلاة الفجر وصلاة آخر الليل.

4-   إذا استيقظ من نومه عليه أن يأتي بالأذكار الواردة في ذلك، ومنها قوله: «الحَمْدُ لله الذي أَحْيَانَا بَعْدَ ما أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

وقوله: «الْـحَمْدُ لله الَّذِي رَدَّ إليَّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره» ثم يتسوك. هكذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .



بحث عن بحث