الخطبة الثانية

   الحمد لله الذي توعد المجاهرين بالمعاصي على لسان رسوله بشديد العقاب. أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

أيها المسلمون!

   إن مما يحرص عليه أعداء الإسلام حرصاً شديداً أن يخرجوا المرأة إلى الشارع والسوق وأماكن اللهو وغير ذلك تاركة حجابها، ومهملة أمر وليها ، تروح وتغدو، ولا همَّ لها إلا اللهو والعبث، ولم تنحط أخلاق كثير من المجتمعات إلا لما خرجت المرأة من بيتها، وخالفت أمر ربها. وهذا الأمر يعلمه كثير من المسلمين اليوم من ذلك التساهل في أمور بناتهم ونسائهم، ويحققون لهؤلاء الأعداء مقاصدهم وأغراضهم.

   اتقوا الله - عباد الله !-  فإن الأمر خطير، فاحموا أنفسكم وأولادكم وأهليكم من النار، انتبهوا لأنفسكم قبل أن تندموا، ولات ساعة مندم، فكم سمعنا من الحوادث المفزعة والقصص المدمية، والوقائع المبكية، كل ذلك بسبب التساهل وعدم الانتباه، والتنازل عن القوامة التي منحها الله تعالى للرجل.

    إن من يتساهل بالأمر الصغير يقع في الأمر الكبير، فكما قيل: الغناء رقية الزنا. فمن يتساهل بالغناء وسماعه وجلبه على بيته، وعدم إنكاره، فإن هذه وسيلة إلى ما هو أكبر منه، والعياذ بالله.

   إن كل أمر جاد يحتاج إلى جد في بدايته، ولكنه يسهل بتوفيق الله تعالى، فجدوا في تغيير أحوالكم إلى ما يريده ربكم، ولا تتساهلوا في أوامره ونواهيه صغيرها وكبيرها، وجدوا في الحرص على تربية أبنائكم وبناتكم تجدوهم ذخراً لكم في الدنيا والآخرة.

  ثم صلوا وسلموا على البشير النذير، والسراج المنير كما أمركم الله جل وعلا في محكم كتابه العزيز حيث قال (إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).



بحث عن بحث