الخطبة الثانية

    الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

   أما بعد: فأما الوقفة السابعة : إن مما يشاد به في هذه الأحداث وقفات رجال الأمن الذي ينام الناس ويسهرون، ويرتاح الناس ويتعبون، ويستريح الناس ويبذلون، فليبشر هؤلاء الذين نذروا حياتهم وجهدهم، وتحملوا المشاق والتعب، وترك الأهل، وتحمل السهر؛ بما يكون مخلوقاً عند الله جل وعلا.

   فلهم منَّا الدعاء، ومن الله الأجر العظيم، والثواب الجزيل، والخلف الكبير في الدنيا والآخرة، كلل الله جهودهم بالتوفيق، وأخلف عليهم في الدنيا والآخرة، ورحم الله من استشهد منهم، وأصلح لهم نياتهم ومقاصدهم وذرياتهم.

  • الوقفة الثامنة: إذا كان على ولاة الأمر حفظهم الله واجب الدفاع الأمني، والحرص، والتخطيط والمتابعة، وعلى رجال الأمن التنفيذ والحماية. فعلى الجميع واجب النصرة، والدعاء، والتعاون معهم في كل ما يؤدي سد منافذ الأعداء، غلواً فكرياً ، أو انحرافاً عن الجادة، أو عبثاً أمنياً، والتبليغ عن كل ما يفسد  العباد والبلاد، وكما أن الواجب على عامة الناس، فالواجب والمسؤولية متحتمة على المؤسسات الرسمية كل في تخصصه ومسؤولياته ، أجهزة شرعية أو اجتماعية أو مالية؛ للقيام بواجبها وإصلاح أوضاعها.. وكذا واجب العلماء، والدعاة والمفكرين بواجبهم الشرعي، ومما يخص بالذكر واجب الإعلام؛ ليؤدي مهمته بدون انحراف أو تقصير أو غلو. فالجميع يحمل المسؤولية كل بحسب موقعه، ولا يجوز لأحد أن يتنصل من هذه المسؤولية، لأنها تكليف شرعي وضرورة حتمية، لا يتحقق إلا بتماسك المجتمع وسلامته من كل خلل وضعف.

  جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، وصلوا وسلموا على البشير النذير، والسراج المنير، كما أمركم الله جل وعلا بقوله: (إنَّ وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).



بحث عن بحث