الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر:

ويتكون بالتصديق الجازم بأن القيامة الكبرى آتية لا محالة وأن الله سبحانه سيخرج الموتى من قبورهم أحياء حين ينفخ في الصور؛ كما قال سبحانه : ]ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)   .

ويبدأ اليوم الآخر: من موت الإنسان وما يتعرض لـه في القبر وما بعده من الحشر والنشر إلى استقرار الإنسان في الجنة أو النار.. وما يذكر في ذلك : الإيمان بالجزاء والحساب فيحاسب كل إنسان بما عمل من خير وشر، ولذلك قال سبحانه : ]وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) .

ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار وأنهما مخلوقتان خالدتان، فالجنة للمؤمنين والنار هي دار عذابٍ للكفار ولمن شاء الله دخوله من عصاة المسلمين ولكن العاصي من المسلمين لا يخلد فيها، وقد قال سبحانه إثباتاً لهما: ]فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ* وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)  .

ومن أنكر البعث فقد كفر ولهذا قال سبحانه : ]زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)  .

ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بعذاب القبر ونعيمه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم  في الحديث الصحيح : (إن العبد إذا وضع في قبره ... أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل أي النبي صلى الله عليه وسلم  ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبدالله ورسوله ، فيقال لـه : انظر لمقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً ، وأما المنافق أو الكافر فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لـه: لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين)  .

وخلاصة الأمر في الإيمان باليوم الآخر أن يؤمن الإنسان بكل ما أخبر به الله تعالى وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم  مما يكون بعد الموت .



بحث عن بحث