ثانياً: من مقتضيات التوحيد والإيمان:

أن من آمن بالله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

يلزمه أن يصوغ حياته كلها وفق هذا الإيمان ومن ذلك :

1 - أن يقوم بعبادته الظاهرة من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها لله سبحانه وتعالى ويحذر من أن يتوجه بها إلى غيره سبحانه .

وكذا العبادات القلبية كالخوف والرجاء والتوكل والاستعانة وغيرها يتوجه بها إلى الله سبحانه وتعالى ويحذر من أن يصرفها لغيره .

2 - أن يقوم بأعماله في اليوم والليلة من معاملات كالبيع والشراء والإجارة، والعمل، وكذا معاملاته المنزلية وفق شرع الله تعالى، فيحذر أن يخالف تشريع الله سبحانه وتعالى في أموره المالية فيقع في الربا أو أكل أموال الناس بالباطل ، أو الغش والتدليس والحلف الكاذب وغيرها قال تعالى: ]قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)  .

3 - أن تكون أخلاقه وفق هدي الله سبحانه وتعالى متخذاً النبي صلى الله عليه وسلم  قدوةً لـه في كل شيء، قال تعالى:  ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ )  ، وقال تعالى: ]وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)  ، وقال تعالى :
 
]وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)  .

4 - الخضوع لحكم الله تعالى والرضا بشرعه والتسليم به، وعدم التحاكم إلى غير حكمه، قال تعالى : ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ، وقال تعالى: ]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)  .

5 - أن يصوغ حياته الأسرية في تعامله في بيته ومع أهله ووالديه وأولاده وفق شرع الله سبحانه، قال تعالى في شأن الوالدين: ]وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)  ، وقال سبحانه في شأن الأهل:]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته لأهله: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) وقال سبحانه في شأن الأسرة جميعاً: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)  .



بحث عن بحث