رابعاً: من فضائل التوحيد وثمراته:
لا شك أن الخير كله في الدنيا والآخر مبني على تحقيق الإيمان في القلب، وتعميق التوحيد، فمحقق التوحيد جمع خيري الدنيا والآخرة، ومن ذلك الخير:
1 - محقق التوحيد يحقق الغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق، وأوجد الثقلين، قال تعالى: ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) .
2 - محقق التوحيد يحقق الغاية التي من أجلها أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل الكتب ، قال تعالى: ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) ، وقال سبحانه : ]الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) .
3 - محقق التوحيد يتحقق لـه دخول الجنة والنجاة من النار، فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فإن الله قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) .
4 - أن قبول الأعمال متوقف على صحة التوحيد، ووجود الإيمان في القلب، فمتى كان العبد موحداً قُبِل عمله، قال تعالى: ]إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وقال سبحانه : ]مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
5 - أن الحياة الطيبة، والعيش السعيد مبني على هذا الإيمان، قال تعالى: ]مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وقال تعالى: ]الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .
فهل يعي أصحاب القلق والاكتئاب ، والاضطراب ، وسائر الأمراض النفسية هذا المعنى العظيم.
6 - أن تنفيس الكربات ، وحل الأزمات، وتفريج الهموم والأحزان مبني على هذا الإيمان، والتوحيد، قال تعالى: ]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) .
7 - أن التوحيد من أسباب سعة الرزق، ورغد العيش، قال تعالى: ]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) .
وقال تعالى : ]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) .
وغير ذلك من الآثار العظيمة في الدنيا والآخرة ، فحري بالمسلم أن يجدد توحيده لله سبحانه، وأن يتعاهده ألا يخلق ويصدأ .