خامساً: الأسباب التي تنمي التوحيد وتقوي الإيمان:

لا شك أن عمل كل طاعة ينمي التوحيد ويزيده في القلب سواء كانت فريضة أو نافلة، وسواء كانت عملاً قلبياً أو لسانياً، أو عملاً بالجوارح، ومما يخص بالذكر ما يلي:

1 - استشعار عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته العظيمة، يقول للشيء كن فيكون، بيده مقاليد الأمور كلها، فإذا استشعر العبد ذلك عظّمه في نفسه ، فأدّى أوامره، واجتنب نواهيه ، ووقف عند حدوده ، يرجو رحمته ، ويخشى عقابه ، ولذلك كثرت الآيات في كتاب الله جل وعلا التي تبين عظمة الله تعالى وقوته، وجبروته، وسعة علمه، وإحاطته بكل شيء.

2 - القيام بالفرائض من الطاعات، فهي من أعظم ما يحبه الله جل وعلا من الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر الواجبات، كما جاء في الحديث القدسي : (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه...)   الحديث ، ولذا فمن فعل ما يحبه الله تعالى أحبه الله تعالى ، ومن أحبه الله كان من أولياء الله تعالى .

3 - العمل بالنوافل، سواء كانت نوافل الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج أو العمرة أو غيرها، فكلما زاد العبد من هذه النوافل زاد لـه محبة الله تعالى ، وكان من أوليائه المقربين كما جاء في الحديث القدسي السابق: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به...) .

4 - ترك الذنوب والمعاصي التي تكون نقطاً سوداء في قلب المؤمن، فيضعف إيمانه، وقد حذر الله سبحانه من الوقوع فيها، وتوعد أصحابها بأشد الوعيد.

5 - العلم الشرعي الذي أعلا الله تعالى مكانته ، ورفع شأن أهله وجعلهم أهل خشيته قال تعالى: ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)   فالعلم يدل على الله تعالى، ويوصل إلى معرفته فيقوي إيمان صاحبه.

6 - التفكر في مخلوقات الله تعالى الدالة على عظمته وقدرته، ولا شك أن من يتدبر خلق الله جل وعلا يدرك عظمته فيعلو إيمانه، ويتعمق توحيده لله سبحانه فالقادر سبحانه على خلق السموات وما فيهن، والأرضين وما فيهن، وما بينهما يعلم أنه الإله المعبود بحق فيعبده حق عبادته . 



بحث عن بحث