الوقفة الأولى

شرح مفردات الباب:

(قطمير) : القطمير هو اللفافة الرقيقة التي تكون على النواة .

(ولا ينبئك مثل خبير): معناه أنه لا يخبرك بالخبر مثل خبير به والخبير العالم ببواطن الأمور.

(شج): الشج الجرح في الرأس وفي الوجه خاصة .

(الرباعية) : هما الأسنان اللذان يليان الثنايا.

(العشيرة) : عشيرة الرجل هم بنو أبيه .

(الأقربين): يعني الأقرب فالأقرب.

(اشتروا أنفسكم): أي خلصوها من العذاب بتوحيد الله وطاعته فلا تعتمدوا على قرب نسبكم مني وعلى شرف نبيكم بين العرب.

الوقفة الثانية :

لما ذكر - رحمه الله - الاستعاذة والاستغاثة بغير الله ذكر في هذا الباب البراهين الدالة على بطلان عبادة ما سوى الله لكي يجتنبها المسلم.

الوقفة الثالثة:

مع قولـه تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾  .

في هاتين الآيتين ذكر سبحانه البراهين الدالة على بطلان عبادة غير الله وهذه البراهين هي:

1 - "ما لا يخلق شيئاً" أنهم لا يقدرون على الخلق.

2 - "وهم يُخلقون" أن هؤلاء المعبودين مع الله مخلوقون أصلاً فكيف يخلقون غيرهم.

3 - "لا يستطيعون لهم نصراً" أنهم لا يستطيعون نصر من عبدوهم.

4 - "ولا أنفسهم ينصرون" أنهم لا يستطيعون أن ينصروا أنفسهم فضلاً عن أن ينصروا غيرهم. 

الوقفة الرابعة :

مع قولـه : ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ* إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ .

بين الله تعالى في هاتين الآيتين أن هؤلاء المدعوين من دون الله لهم صفات تجعلهم لا يستحقون العبادة وهذه الصفات هي:

1 - لا يملكون أدنى شيء حتى لو كان قطميراً .

2 - أنهم لا يسمعون دعاءكم إما لأنهم أموات أو ملائكة مشغولون بما يؤمرون به. وعلى فرض أنهم سمعوا دعاءكم لا يستجيبون لكم .

3 - أنهم يوم القيامة يكونون لكم أعداء ويكفرون بشرككم.

الوقفة الخامسة :

مع حديث أنس رضي الله عنه : شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته..." الحديث.

وحديث ابن عمر رضي الله عنهما "أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع" الحديث، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه "وأنذر عشيرتك الأقربين" فقال ...) الحديث.

هذه الأحاديث الثلاثة فيها دلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك أن يدفع عن نفسه الضر ولا يملك نفع أقرب الخلق إليه وأقرب الناس إليه، فالبشر كلهم محتاجون إلى الله، يقول الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم :﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ .

فعلى الإنسان أن يلجأ إلى الله ولا يشرك معه غيره، فيتجه إلى الله وحده بالدعاء ويطلب الرزق منه وتيسير الأمور لـه فإن الأمر كله لله.

ويستفاد من الأحاديث أن الإنسان لا يدعو على من ألحق به الضرر ويلعنه ويشتمه وإنما يقول: اللهم اكفنيه بما شئت، فيجعل الأمر لله سبحانه.

الوقفة السادسة :

يقع بعض الناس ممن ينتسب للإسلام في التقرب للأولياء والصالحين، فبيّنت الآيات الكريمة أنه لا يملك النفع والضر إلا الله، وأن الذين يدعون من دونه سواء كانوا أولياء أو صالحين أو غيرهم لا يستطيعون نفع أنفسهم فكيف ينفعون غيرهم.

ثم إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق عند الله لا يملك من الأمر شيئاً فغيره من الأولياء والصالحين من باب أولى .

وعليه فيجب على المسلم أن يتجه إلى الله تعالى وحده لا شريك لـه، وقد أمر الله تعالى بذلك ، وهو قريب سبحانه قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: من الآية186] الآية .

وقال سبحانه : ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:60] 



بحث عن بحث