الوقفة الأولى:

شرح مفردات الباب:

(الحلف) : بفتح الحاء وكسر اللام: اليمين والقسم وهو توكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة بأحد حروف القسم وهي: الباء والواو والتاء.

(منفقة للسلعة): ترويج السلعة والمتاع.

(ممحقة للبركة): من المحق وهو النقص والتلف ويشمل الحسي والمعنوي.

(لا يزكيهم): لا يطهرهم من دنس الذنوب ولا يثني عليهم.

(أشيمط زان) : تصغير أشمط وهو الذي في شعره شيب، وصُغّر هنا للتحقير لـه لأن دواعي الزنا ليست لديه  .

(عائل مستكبر) : العائل : هو الفقير وهو مع ذلك يتكبر فمقومات الكبر ليست لديه.

(ولا يستشهدون) : أي لا يطلب منهم الشهادة .

(السِّمن) : كثرة الشحم واللحم وذلك لتنعمهم وغفلتهم عن الآخرة.

الوقفة الثانية:

أراد المصنف - رحمه الله - بهذا الباب ذكر ما جاء في الحلف من الوعيد الشديد. ومناسبة ذلك للتوحيد أن من كمال التوحيد احترام اسم الله وعدم امتهانه بكثرة الحلف؛ لأن ذلك يدل على الاستخفاف به وعدم تعظيمه . وأصل الحلف جائز إذا احتيج إليه لكن ينبغي عدم التمادي في ذلك وعدم الإكثار منه، لما فيه من الاستهانة بالمحلوف به وهو الله سبحانه وتعالى، ولذا قال تعالى : ]وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم[.

الوقفة الثالثة:

الحلف ثلاثة أنواع:

النوع الأول: الحلف على أمر ماضٍ عامد وهو يعلم كذب نفسه ، فهذه هي التي تسمى اليمين الغموس، وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الإثم ومن ثم في النار، والعياذ بالله.

وهذه لا كفارة لها إلا التوبة، وهي التي جاء فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب) وهذا للأسف عند الباعة كثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان)  .

النوع الثاني: وهو الذي على الألسنة بغير قصد مثل من يقال لـه: كيف حالك فيقول: والله بخير، والأمثلة عليه كثيرة في حياتنا، فهذا هو الذي يسمى لغو يمين، فهذه ينبغي عدم التهاون فيها، وهي معفو عنها لكثرة وقوعها ورفع الحرج عن الأمة، قال تعالى ]لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ [ [البقرة: 225] .

النوع الثالث: أن يحلف الإنسان على أمر مستقبل يعتقد فعله، ويتبين لـه خلاف ذلك مثل من يقول : والله لن أذهب غداً لفلان، فهذه اليمين التي إذا نقضها عليه الكفـارة ، وإذا رأى غيرها خيراً منها عليه أن يأتي بالذي هو خير ويكفر عن يمينه؛ مثل من قال: والله لا أدخل بيت فلان لخصومة بينهما ثم تصالحا فيدخل البيت ويكفر عن يمينه، والكفارة: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة وهذا على سبيل التخيير، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

الوقفة الرابعة:

حفظ اليمين لـه ثلاثة معان:

1 - حفظها ابتداء، وذلك بعدم كثرة الحلف، ويصح أن كثرة الحلف تضعف الثقة بالشخص وتوجب الشك في أخباره.

2 - حفظها وسطاً ، وذلك بعدم الحنث فيها، إلا ما استثني كما سبق.

3 - حفظها انتهاء في إخراج الكفارة بعد الحنث .

4 - حفظها بأن لا يحلف بغير الله سبحانه وتعالى.



بحث عن بحث