الوقفة الأولى:

قول المؤلف: (باب لا يستشفع بالله على خلقه).

أي : لا يطلب من الله أن يكون شفيعاً إلى أحد، فلا يجعل الله هو الشافع عند أحد، ومن هنا فلا يستشفع بالله على خلقه؛ لماذا؟!

لأن في هذا إهانة لله سبحانه وتعالى وتنقصاً لـه بأن تجعل الله يشفع عند فلان المخلوق، وقد أورد المصنف هذا الحديث العظيم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه؛ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هلكت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال يعني من الجوع، والقحط الذي أصاب الناس في ذلك الوقت من قلة المطر (فاستسق لنا ربك) فعقب (فإنا نستشفع بالله عليك) فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم عظم هذا الجرم فقال: (سبحان الله سبحان الله) فما زال يكررها، وهذا يفيد أن الإنسان إذا غضب من شيء فلا يرد بالغضب إنما بهذا التسبيح، وهذا هو السنة في ذلك، فيكرر سبحان الله سبحان الله
حتى يهدأ؛ لأن الشيطان ينفر حينئذ ثم قال: (ويحك أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم
من ذلك؛ إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه
) فهذا الحديث فيه بيان لعظم حق
الله سبحانه وتعالى ولوجوب تعظيمه جلّ وعلا، بل يجب على المسلم أن يسأل الله سبحانه وتعالى مباشرة، وأما السؤال بالله فهذا أمر آخر يعني لو قال لإنسان : أسألك بالله فهذا من باب تعظيم الله سبحانه وتعالى وسؤاله، وقد  سبق معنا: (من سأل بالله فأعطوه).

الوقفة الثانية:

هل يجوز لنا أن نستخدم (وبك على الله)؟ وهل ذلك خاص في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم أنه يجوز أن نستخدمها حتى بعد وفاته؟!

بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فهذا جائز، وأما بعد مماته فقد مات عليه الصلاة والسلام ولا يكون هذا إلا على سبيل طلب الدعاء، يعني أن تأتي لشخص وتقول: ادعُ الله لي اسأل الله لي، فكأنك ترى أن فلاناً لصلاحه ولتقواه ولعلمه ولعبادته بأنه قد يكون مجاب الدعوة مما يرى من ظاهر حاله، فيقول هذا الإنسان لهذا الشخص: اسأل الله لي كذا أو ادعُ الله لي كذا كما يقول الولد لوالده، فهذا لا بأس به، وقد ورد في دعاء عمر رضي الله عنه : (لا تنسني يا أخيّ من دعائك)   وإن كان الحديث ليس بقوي وإنما يستأنس به، فطلب الدعاء لا بأس به.



بحث عن بحث