غايات الدعاة:

إن غاية الدعاة إلى الله تعالى في هذا الوجود هي القيام بحمل الأمانة وتبليغها للناس، لتكون كلمة الله هي العليا، وذلك بأداء وظيفة الرسل الكرام، ألا وهي تبليغ الإسلام للناس، وتعليمهم إياه، وتطبيقه في واقع حياتهم، لقوله تعالى: ﴿ uqèd هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]، كما أن من غايات الداعية إلى الله تعالى: تحقيق العبودية لله رب العالمين، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، فتحقيق العبودية الكاملة لله تعالى، والوصول إلى كل ما أمر الله تعالى به، وما يرضيه من عباده، من الأقوال والعمال الظاهرة والباطنة، والوصول إلى ما أمر الله به رسوله  صلى الله عليه وسلم  والاقتداء به والعمل بسنته، والسير على نهجه، قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]، كل ذلك من غايات المسلم في حياته، حيث تتحقق بذلك العبودية المطلقة لله تعالى، وهو ما بينه رب العزة والجلال بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162 لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام : 162-163].

وهذه الغايات متفق عليها بين المسلمين إجمالًا، وإن اختلف بعض الدعاة من الناحية العملية في وضع أهداف مرحلية تحقق الغايات المنشودة، أو العمل والإسهام في تقديم العمل على تحقيق مجال منها قبل مجال آخر، ذلك لاختلاف القدرات والظروف والأحوال وتغيرها من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى آخر.

وقد سبق الكلام عن الغايات والأهداف في القاعدة السابقة. ولكن يذكر هنا لأهميته في الدخول إلى الحديث عن الوسائل، وللترابط بين القاعدتين.



بحث عن بحث