القاعدة التاسعة

المثالية والواقعية

مدخل: [بلوغ الكمال مثالية ومراعاة الفطرة البشرية وإمكانات الأفراد والمؤسسات واقعية، والداعية الناجح من يرنو إلى الكمال لكنه يراعي الواقع من جميع جوانبه في مسيرته الدعوية).

المقصود بالمثالية في الدعوة:

المثالية في الدعوة: هي أن يسعى الداعية إلى أن يبلغ الناس الكمال المقدور لهم، وهذا يكون بجعل تصرفاتهم وأقوالهم وأفعالهم وتروكهم وأفكارهم وميولهم وفق المناهج والأوضاع والكيفيات التي جاء بها الإسلام، وقد تحقق ذلك كله في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أمرنا الله تعالى بالتأسي به، فقال عز من قائل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

والمقصود بالواقعية:

الواقعية تعني مقاربة الصواب والسداد، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: «فسددوا وقاربوا وأبشروا».

أي اطلبوا السداد واعملوا به، وإن عجزتم فقاربوه، أي اقربوا منه، وقال ابن حجر: أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب، وقال غيره: أي افعلوا السداد في العمل وهو التوسط فيه من غير إفراط ولا تفريط، «وقاربوا» أي: وإن لم تستطيعوا السداد في العبادة الذي هو الأكمل فقاربوا منه فإن ما قارب الشيء يعطي حكمه.



بحث عن بحث