منهج الداعية في ضوء قاعدة الائتلاف والاختلاف:

من الخير للداعية أن يستصحب المقصد الأساس وهو التعاون والاجتماع وأن يحرص على البحث عن عوامل الاجتماع، والتأكيد على مفرداتها ومقرراتها.

ومن المسلمات التي يجتمع عليها في هذه الحياة بين المسلمين، وبدون تفصيل:

1- مراتب الدين ثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان.

2- أركان الإسلام بما جاءت مفصلة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

3- أركان الإيمان كذلك بما جاءت مفصلة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

4- مصادر الشريعة الكبرى ومنها: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.

5- قواعد الشريعة المتفق عليها ومنها القواعد الخمس الكبرى.

6- المقاصد الشرعية الكبرى ومنها: حفظ الضرورات الخمس «الدين والعقل والعرض والمال والنسب».

7- العقل مصدر للمعرفة، وبه فضل الإنسان لكن ليس حاكمًا على الدين، فالدين مبني على التلقي والاستسلام.

8- العبادة الصحيحة مبنية على أسس ثلاثة:

-  الإيمان بالله.

-  الإخلاص له.

- الاقتداء بهدي محمد صلى الله عليه وسلم.

9- الدين مبني على التلقي من الوحي، والاستسلام لله سبحانه وعدم تحكيم الأهواء والمزاج والعقول المجردة.

10-العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة والدعاء والاستغاثة والاستغفار وغيرها توقيفية، لا يعمل بأي منها إلا مبنيًا على دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

11- الأصل في المعاملات المالية والأطعمة والأشربة الإباحة إلا ما دل الدليل على تحريمه، فبينت الشريعة قواعد ذلك.

12- الأصل في الأبضاع التحريم.

13- من مقاصد الدين: التعامل مع الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم بالخلق الكريم، فكل خلق كريم أمر به الشرع، وكل ما يضاده نهى عنه الشرع.

14- الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مقاصد الدين العظمى.

15- الاجتماع على ولي الأمر وعدم الخروج عليه، وطاعته بالمعروف من أهم ركائز سلامة المجتمع وأمنه وتقدمه ورقيه.

16- العلماء الشرعيون هم المبلغون عما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم العارفون بهما والشارحون لما جاء فيها.

هذا غيض من فيض وغيرها – ولله الحمد – كثير من مسلمات العقيدة ومسلمات العبادة، ومسلمات التشريع والأخلاق، ومثال ذلك كثير من أحكام الصلاة من شروط وأركان، بل من واجبات: فسجود السهو مثلًا لا يخالف فيه والنقص والشك، وقل مثل ذلك في أحكام الزكاة، والصيام، والحج والعمرة، وقل مثل ذلك في القيم والأخلاق وتفاصيلها.

أقول: هذه المسلمات التي تغيب عن كثير من المسلمين مثقفين ومتعلمين وغير متعلمين، وقد يجهلون شيئًا من التفاصيل فيها، فلكل مقام مقال بحاجة إلى استظهار وجلاء وبيان عند الحديث عن الخلاف.

ولإجلاء الأمر أمثل بمثال يتطرق إليه بعض المتحدثين في مسائل الخلاف عند الكلام عن أحكام الصلاة، فيتحدثون عن كفر تارك الصلاة، ثم يجره الحديث بقصد أو بغير قصد إلى القفز على هذه المسألة متحمسًا لرأي على آخر ومن ثم قد يفهم منه ما لا يراد فهمه.

والذي أدعو إليه – وبخاصة في الحديث مع المجتمع بعامة – قبل الولوج في هذه المسألة وتفصيلها وذكر الخلاف: أن يمهد بالمجمع عليه، والذي يجتمع عليه الجميع، ومن ذلك:

1- ذكر أهمية الصلاة، وخطورة تركها.

2- بيان الإجماع على كفر من تركها جاحدًا لوجوبها.

3- بيان محل الخلاف، وسوقه مع أدلته الشرعية ثم الترجيح مع بيان سببه.

4- بيان ما يترتب على الخلاف من آثار عملية.

هنا تعطى المسألة حقها، ولا أعتقد لمن يسمع ذلك يبقى في نفسه أمر يسوغ له التهاون بالصلاة.

والمهم: وضع الخلاف في موضعه الصحيح فأدى ذكر المجمع عليه آثاره الإيجابية في اعتقاد المسلم وعمله.

وبناء عليه يدرك القارئ أو المستمع أن مساحة المجمع عليه والواضح كبيرة وواسعة، ولا يقفز ذهنه إلى أن ديننا دين الخلاف، فيقع في تردد وتشكك في تعبده لله عز وجل كما يسمع من كثير من العامة في هذا الوقت.



بحث عن بحث