القاعدة الثالثة عشر

في التـفـاؤل

مدخل: ﴿من مقومات الدعوة الناجحة التفاؤل وحسن الظن بالله وعدم اليأس والقنوط مهما ضاقت الأمور وتأخرت النتائج مع العمل بالأسباب والتقويم).

إن من الداء العضال الذي يشل حركة الدعوة والداعية ويضعف الهمة وربما يؤدي به إلى التساقط في طريق الدعوة اليأس من الواقع، وكثرة الشر الذي يلوح له منه، فهو قد يرى الكفار في إقبال، والمسلمين في إدبار، وأن أصحاب الشر ينتصرون، وأن أصحاب الخير ينهزمون، وأن أهل المنكر غالبون، وأهل المعروف ودعاته مخذولون.

ومعنى هذا: أن لا أمل في تغيير، ولا رجاء في إصلاح، وأننا ننتقل من سيئ إلى أسوأ، وهذا لا شك خطأ جسيم لأن اليأس إذا سيطر على المشاعر، واستسلمت له النفوس، قتل فيها الهم، وخدّر العزائم، ودمّر الطموحات، وهذه المعاني هي التي تحرك الإرادات للعمل، وبذل الجهد.

وكل داعية للإسلام يجب أن يكون واثقًا بوعد الله تعالى، مستبشرًا بمستقبل رسالته الخاتمة، ودعوته الخالدة، رافضًا اليأس الذي هو من لوازم الكفر، والقنوط الذي هو من مظاهر الضلال، قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87]، وقال تعالى ﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ  [الحجر: 56].



بحث عن بحث