تعريفٌ بالإمام النووي: وكتابه الأربعين

هو الإمام الحافظ القدوة محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مِرَى الحزامي الحوارني الشافعي.

ولد : في محرم سنة 631هـ بنوى.

قال شيخه ياسين بن يوسف الزركشي: «رأيت الشيخ محيي الدين وهو ابن عشر سنين بنوى، والصبيان يكْرِهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم، ويقرأ في تلك الحال، فوقع في قلبي حبه، وجعله أبوه في دكان فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن، قال: فأتيت الذي يقرئه القرآن، فوصيته به، وقلت له: هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع الناس به...».

وقدم دمشق سنة 649هـ فحفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف.

أخذ العلم عن الكمال إسحاق بن أحمد، وابن برهان، وعبد العزيز بن محمد الأنصاري، وابن عبد الدائم، وابن الحرستاني، وخالد بن يوسف، وابن أبي اليسر، وابن الصيرفي، ابن أبي عمر، وأحمد المصري، وابن نوح، وعم ربن سعد، والكمال سلار الإربلي.

سمع الكتب السبعة والموطأ وشرح السنة وسنن الدارقطني وغيرها.

لازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد والصيام والذكر والصبر على العيش الخشن في المآكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها.

كان لا يضيع له وقت إلا في اشتغال حتى في الطرق.

قال الذهبي: «مع ما عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها، كان حافظًا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعلله، رأسًا في معرفة المذهب».

قال السبكي عنه: «شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين، وكان لا يقبل من أحد شيئًا إلا في النادر ممن لا يشتغل عليه. وكان يواجه الملوك والظلمة بالإنكار، ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى. وله غير رسالة إلى الملك الظاهر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

قال القطب اليونيني: «كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة والتقلل وخشونة العيش، واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة، فحكى عن الملك الظاهر أنه قال: أنا أفزع منه».

وقال ابن الفخر الحنبلي: «كان إمامًا بارعًا متقنًا، أتقن علومًا جمة وصنف تصانيف جمة، وكان شديد الورع والزهد، تركًا لجميع الرغائب من المأكول...».

من تصانيفه:

شرح صحيح مسلم، ورياض الصالحين، والأذكار، والأربعين، والإرشاد في علوم الحديث، والتقريب مختصرة، وكتاب التنبيه والإيضاح في المناسك، والتبيان في آداب حملة القرآن، وفتاواه مجموعة، والروضة، وشرح المهذب إلى باب المصراة، وشرح قطعة من صحيح البخاري، وطبقات الفقهاء، والمنهاج، ولغات التنبيه وتصحيحه.



بحث عن بحث