حرمة المسلم

عن ابن عمر م، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى».

©  المباحث اللغوية:

أمرت: أمرني ربي.

عصموا: حفظوا ومنعوا.

إلا بحق الإسلام: يعني أنه لا تتعرض دماؤهم وأموالهم إلا بما أوجبه الإسلام عليهم، كمن يرتكب أمرًا يوجب قتله أو جلده.

حسابهم على الله: فيما أبطنوه في قلوبهم لأن الله تعالى هو المطلع على ما في القلوب والضمائر.

©  توجيهات الحديث:

1-   دل الحديث على عظم هذه الأمور المذكورة فيه وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.

2-   ظاهر الحديث أن لا يحكم بعصمة الدم والمال إلا لمن أتى بهذه الأركان الثلاثة بينما وردت أحاديث أخرى تدل على أنه يحكم بدخول الإسلام لمن نطق بالشهادتين مثل ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقها، وحسابه على الله ﻷ».

3-   ولا تعارض بين هذه الأحاديث فإنه يكمل بعضها بعضًا، فالإنسان يدخل في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين، ولكن يبقى عليه واجبات وأركان لابد أن يقوم بها ومنها الصلاة والزكاة.

4-   إذا رفض جماعة من الناس الصلاة فإنهم يقاتلون على ذلك، وكذا إذا رفضوا الزكاة كما فعل أبو بكر رضي الله عنه  عند ما قاتل مانعي الزكاة.

5-   أما إذا رفض الصلاة فرد فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، أما إذا رفض الزكاة فخلاف بين أهل العلم بقتله والصواب قتله.

6-   دل الحديث على أهمية هذه الأركان العظيمة التي يجب المحافظة عليها، وأداؤها على الوجه الأكمل، والاعتناء بها.

7-   عظم حرمة دم المسلم وماله، ووجوب صونه واحترامه، وعدم الاعتداء عليه بغير حقه الذي شرعه الله سبحانه وتعالى.

8-   الأحكام على الناس في الدنيا تجري على ظواهر الأمور، أما البواطن والجزاء والحساب في الآخرة فأمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز للناس ونواياهم.



بحث عن بحث