الورع والحيطة للدين

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم  وريحانته م، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

©  أهمية الحديث:

قال ابن حجر الهيثمي: «هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين، وأصل في الورع الذي عليه مدار المتقين، ومنهج من ظلم الشكوك والأوهام المانعة من نور اليقين».

©  المباحث اللغوية:

دع ما لا يريبك: اترك ما تشك فيه من التعامل والشبهات ونحوها.

إلى ما لا يريبك: إلى ما لا تشك فيه من الحلال والحرام.

©  توجيهات الحديث:

1-    دلَّ الحديث على أن المسلم ينبغي أن يتعامل بالمعاملات الواضحة من حيث حكمها وصورتها فالحلال بيّن والحرام بيّن.

2-    دلّ الحديث على أن السلامة لدين المسلم، والراحة النفسية، والاطمئنان القلبي يكون بالبعد عن كل ما فيه شبهة أو شك؛ فالشبهة تثير في النفس القلق والاضطراب وعدم الراحة. فإذا تردد المسلم في معاملة معينة بين كونها حلالًا أو حرامًا فعليه أن يتجنها ليسلم له دينه، ويطمئن قلبه، قال أبوذر الغفاري رضي الله عنه : «تمام التقوى ترك بعض الحلال خوفًا أن يكون حرامًا».

3-    استنبط بعض أهل العلم قاعدة عامة وهي: إذا تعارض الشك واليقين في العبادات بنى على اليقين، ومثلها: اليقين لا يزول بالشك. مثاله: لو أن إنسانًا شك في الصلاة هل صلَّى ثلاثًا أو أربعًا، بنى على اليقين بأنها ثلاث.

4-    كثرت المعاملات المالية بين الناس بصورة متعددة، فالأصل فيها الحل ما لم يدل الدليل الشرعي على تحريمها، لكن على المسلم أن يتحرى المعاملة الصحيحة ويأخذ الاحتياط في دينه.



بحث عن بحث