التردد في الحكم الشرعي

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس».

©  أهمية الحديث:

قال ابن حجر الهيثمي: هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ، بل من أوجزها؛ إذ البر كلمة جامعة لجميع أفعال الخير وخصال المعروف. والإثم كلمة جامعة لجميع أفعال الشر والقبائح كبيرها وصغيرها، ولهذا السبب قابل النبي صلى الله عليه وسلم  بينهما وجعلهما ضدين.

©  المباحث اللغوية:

البر: بكسر الراء: اسم جامع لكل خير.

الإثم: الذنب.

ما حاك في نفسك: ما تردد في صدرك ولم تجزم به.

©  توجيهات الحديث:

1-    جاء الإسلام ليحث على مكارم الأخلاق، ومعالي الأمور، سواء كان ما بين الإنسان وبين ربه، أو بينه وبين الخلق.

2-    بعث الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم  بدين الإسلام الذي يوافق الفطرة التي خلق الله الناس عليها، ولذلك فالحق دائمًا موافق للفطرة فيطمئن إليه القلب، وترتاح إليه النفس.

3-    البر اسم جامع لكل معروف وخير، فما كان من ذلك فهو من البر الذي يدعو إليه الإسلام، ويحث عليه، مثل العبادات التي شرعها الله سبحانه كالصلاة المفروضة، والنافلة، والزكاة، والصدقة، والتبرعات في وجوه الخير المتعددة، ومعاملة الناس المعاملة الحسنة وغيرها.

4-    الإثم اسم ينفر منه الطبع السليم، ويحذر منه الشرع الحكيم، وهو كل أمر مشين، ويعرفه المسلم بما يدركه في نفسه من تردد وقلق واضطراب ونفور، وكذا بما يخشى أن يطلع عليه الناس فيستحيي منهم ويخشى نقدهم.

5-    يجب على المسلم أن لا يسأل عن الأمور الشرعية إلا أهل العلم العاملين بها، لا أن يسأل جميع الناس، كما يحسن بالمفتي ألا يجيب إلا عن علم واضح مبني على دليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

6-    ينبغي للمسلم أن يجعل من نفسه رقيبًا وشاهدًا عليها فما استنكره وتردد فيه يحسن به أن يتركه ويبتعد عنه.



بحث عن بحث