البينة على المدعي

عن ابن عباس م: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر».

©  أهمية الحديث:

قال النووي :: وهذا الحديث قاعدة كبيرة من قواعد أحكام الشرع.

وقال ابن دقيق العيد :: هذا الحديث أصل من أصول الأحكام وأعظم مرجع عند التنازع والخصام.

©  المباحث اللغوية:

لو يعطى الناس بدعواهم: ما ادعوه بطلبهم وما قالوه دون إثبات.

البينة: طلب الإثبات من الشهود أو غيرها مما تثبت به الأحكام.

على من أنكر: المنكر هو المدعى عليه، فيحلف يمينًا على بطلان دعوى المدعي.

©  توجيهات الحديث:

1-    خلق الله سبحانه وتعالى الناس وجعلهم متفاوتين في أفهامهم وقدراتهم ورغباتهم وشهواتهم، والأصل في دين الله ﻷ أن كلًا يقوم بما عليه من حقوق وواجبات، ولا يتعدى أحد على أحد، فالجميع سيحاسب على هذه الحقوق عند الله تعالى.

2-    قد يضعف بعض الناس، أو تغلب عليهم شهواتهم وأهواؤهم، أو يلتبس عليهم الحق بالباطل، أو غير ذلك من الدوافع، فيعتدون على حقوق الآخرين، فجعل الله سبحانه وتعالى القضاء ليفصل بين الناس حال منازعاتهم وخصوماتهم وليرجع الحق إلى نصابه.

3-    من محاسن هذا الدين قيامه على العدل بين الناس: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ [المائدة: 49]، وقال سبحانه: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص: 26].

4-    وضع الإسلام القاعدة في التداعي أن البينة والدليل والبرهان على المدعي ليبين صحة دعواه، فإن لم يكن لديه بينة من الشهود أو غيرهم فتنتقل الدعوى إلى المدعى عليه ليحلف على عدم سلامة وصحة دعوى المدعي.

5-    كانت البينة على المدعي لأن جانبه ضعيف فالأصل الخلو من الدعوى فلابد من تقوية جانبه بهذه البينة، وكانت اليمين في جانب المدعى عليه لأنه قوي فيكفي اليمين عند عدم الإثبات لتبرئته مما نسب إليه.



بحث عن بحث