يقول الشيخ بكر أبو زيد : فيما نقله عن أحد السلف: «خير العلوم ما ضبط أصله واستذكر فرعه، وقاد إلى الله تعالى ودل على ما يرضاه».   

والمراد بهذا أن يهتم طالب العلم في بداية الطلب بأساسات العلوم الشرعية والعربية، فهي بمثابة الأساس القوي المكين، ونقطة الانطلاق لتصوير المسائل، والتفريع عليها، ويدخل في التأصيل والتقعيد ما يلي:

أ - ربط المتعلم بالكتب المعتمدة في كل فن من الفنون الشرعية، فمثلًا في العقيدة: ثلاثة الأصول، والمسائل الأربع، وكتاب التوحيد، ولمعة الاعتقاد، والعقيدة الواسطية، وهكذا بقية الفنون.

ب -  ربط مسائل الأصول بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة، فإذا فهمت مسألة أو قاعدة فلا بد من فهم دليلها مثل: الأعمال لا تصح إلا بالنية لقوله عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات».

ج -  التزام مذهب معين في التعليم؛ لأن كل مذهب له طريقته وأصوله ومنطلقاته، فإذا ما التزم الطالب مذهبًا سهل عليه تناول غيره، بخلاف لو تخبط بين المذاهب.

د- التزام منهج معين في التعلم وعدم التخبط بين المناهج، كالذين يترددون في تعلمهم بين الشيخ فلان أو فلان، فإذا التزم الطالب هذا المنهج تبين له طريقة واضحة، وتأسس على تلك الطريقة في التلقي، ومن ثم تساعده في التأصيل والتقعيد.

هـ- عدم تشتيت الذهن في النظر في مجموعة من الكتب في وقت واحد فذلك مشتت للذهن مضيع للفائدة، يقول ابن جماعة: «وكذلك يحذر في ابتداء طلبه من المطالعات –أي النظر- في تفاريق المصنفات، فإنه يضيع زمانه ويفرق ذهنه، بل يعطي الكتاب الذي يقرؤه –أو الفن الذي يأخذه- كليته حتى يتقنه».

و -  المواصلة والاستمرار في ضوء ما سبق من الربط بالكتاب والشيخ والمذهب والمنهج والدليل، ويضم إلى ذلك ما سبق ذكره من الحفظ.



بحث عن بحث